وسيمة العبيدي

مع نهاية كل عام يسألنا من حولنا، كيف مر هذا العام عليكم؟ في الحقيقة، لقد كان عام 2022 عاما حافلا بالخيبات والصدمات والمؤامرات والانكسارات والدموع والغضب، لكنه أيضا كان حافلا بلطف الله وحمايته ورحمته وكرمه. كنا فيه في صراع مع المرض، الألم، الفقر والفقد، لكننا أيضا كنا في زحام مع الخيرات والنعم التي غمرنا الله بها والتي شعرنا ببعضها، ولم ننتبه للكثير منها. كان عاما مليئا بالأقدار التي كنا إما مخيرين فيها وكانت قراراتنا فيها صائبة أو خائبة والأقدار التي كنا مسيرين فيها لا نملك إلا أن ندعو الله أن يقينا شرها.

كان عاما انكسرنا فيه لكن الله جبرنا، ظلمنا لكن عدالة الله أنصفتنا، فقدنا لكن الله هون علينا، فارقنا لكن الله كان معنا، خسرنا لكن الله عوضنا، وبكينا لكن الله مسح على قلوبنا.

لقد كان عاما مليئا بالرموز والإشارات التحذيرية من الله التي أنقذتنا من شر يعلمه ولا نعلمه. ولم نكن لننتبه لها لولا لطف الله بنا.

لقد كان عاما مليئا بالعمل، والطموح والأمل، عاما مليئا بالنجاحات التي جعلتنا فخورين بأنفسنا والجهد الذي بذلناه. كان عاما مليئا بالإخفاقات التي علمتنا دروسا ثمينة لنتجنب الإخفاق في المستقبل.

لقد كان عاما مليئا بالوجوه الجديدة والشخصيات المختلفة. بعضهم كان أجمل مما توقعنا والبعض كان درسا صعبا وقاسيا، لكن لا أفضل من التعلم بالطريقة الصعبة.

لقد انقضى عام بحلوه ومره وحان الوقت لنلملم ذكرياته ونضعها على رف من رفوف الذاكرة. لقد حان الوقت لنستعد لاستقبال العام الجديد بكل تفاؤل وإيجابية، لكن بمنطقية. نستقبل العام الجديد بأحلام جديدة لكن متأهبين ومستعدين. نستقبل العام الجديد بطموح يخترق عنان السماء، لكن بعمل وجهد مضاعف.

بدأنا عاما جديدا لن نتمنى أن يكون أفضل، لأن الأعوام ما هي إلا زمن يمضي وأرقام تتزايد، لكننا سنتمنى أن نكون نحن أفضل، أقوى، أذكى، أنقى، أكثر حصافة وأكثر إنسانية بكثير.

في نهاية هذا العام وبداية العام الجديد، لنعد أنفسنا بأن نحترمها ونقدرها أكثر. لنعد أنفسنا بأن نحبها، نتقبلها وندعمها أكثر لتتغلب على كل ما من شأنه أن يعيق تقدمها وتألقها ونجاحها.

بدأنا عاما جديدا نستودع الله فيه أنفسنا وأحبابنا وأحلامنا وآمالنا ونتكل عليه ونبدأ باسمه. بسم الله الرحمن الرحيم نبدأ عاما جديدا نتمنى أن يكون عام خير وأن نكون نحن الخير وبخير.

@Wasema