من يتابع حالة الطقس مع الأستاذ خالد الزعاق وهو يشرح التغيرات الجوية وأحوالها بطريقة جاذبة وخارجة عن العرف السائد الذي جعل له خطا ومسارا أكسبه شعبية (يستاهل).
بينما عندما نعود بالذاكرة للماضي (القريب - البعيد) قبل انتشار القنوات ونتذكر الأحوال الجوية التي اعتدنا على مشاهدتها بعد نهاية الأخبار مع الأستاذ حسن كراني الذي تعود عليه جيل الطيبين لسنوات من خلال شاشة تلفزيوننا العزيز الذي أطلق عليه حينها (غصب واحد) عندما كان يؤدي دوره واقفا عن يمين الشاشة إن لم تخني الذاكرة ويتحرك بخطوات محسوبة ولا نلومه، ومن سوء حظ الأستاذ حسن أنه كان يتحدث عن الأحوال الجوية التي تعتبر في ذلك الوقت موضوعا (ترفيا) وخارج دائرة الاهتمام.
وبين الأمس واليوم يجد المشاهد الفرق الشاسع في الأداء بينهما وهنا لا وجود لتفضيل أحدهما على الآخر فكل من الأستاذين مبدع في مجاله، ولكن أحببت أن أستدل بالكيفية في التقديم كدليل مبسط لما نمر به من المتغيرات الاجتماعية ونقيس على ذلك المتغيرات الاقتصادية والسياسية وغيرها وكيف تغيرت نظرتنا للأشياء، ولكم أن تتخيلوا الأستاذ خالد الزعاق يشرح للمشاهدين الأحوال الجوية في تلك الفترة بطريقته الحالية، أعتقد أن الغالبية من المشاهدين قد لا يروق لهم الأسلوب ولا نلومهم فلم يكن لخفة الدم في البرامج الجادة مكان في قاموسهم وربما نسمع الآتي، ((مذيع الأحوال الجوية عليه قلة صحة!! ))!!
ونفس الشيء مع الأستاذ حسن كراني لو يطلب منه تقديم النشرة الجوية في وقتنا الحالي بنفس الطريقة التي اعتاد عليها الجمهور في الماضي ربما لن يجد من يستمع له... وقد يصيبه شيء من التعليقات السلبية!!
والشيء بالشيء يذكر كما يقال، ننتقل إلى نشرات الأخبار في الماضي ولكم أن تتخيلوا تقديم الأخبار في وقتنا الحاضر يتم بنفس الطريقة الرتيبة التي كانت تقدم بالأمس تلك النشرات التي كان يغلب عليها الاستقبال والتوديع مع ذكر كل من ودع ولقبه وكل من استقبل ولقبه مع بعض الصور للموائد، هل نتوقع أحدا سيشاهد القناة وأخبارها في وقت يكتظ الفضاء بالقنوات!؟
الآن الفرق في الجودة شاسع وهذا من فنون الاستشراف الذي تسعى إليه وزارة الإعلام لما يتماشى مع رؤية ٢٠٣٠ في مواكبة الأحداث العالمية والمحلية بطريقة احترافية تحسب لوزارة الإعلام.
نختم بمفردة (غصب) لقد جعلتنا الوزارة نشاهد قنواتنا (غصب) من الداخل نحن من كان خلف (الغصب) رغم وجود آلاف القنوات ولكن شتان بين غصب الأمس الخارجي الذي ليس لنا فيه خيار وغصب اليوم الداخلي الذي جعلنا نتابع قنواتنا المحلية عن قناعة رغم وجود الخيارات!!
Saleh_hunaitem@