لسببٍ ما أشعر بأن نهاية السنة الميلادية مقرونة بسقوط الثلوج، بالرغم من عدد السنوات الميلادية التي تجاوزتني، ولم أرَ سقوطًا لتلك الثلوج، ربما يكون سبب ذلك للأفلام، فعالم الأفلام عالم شديد الذكاء، يستطيع رسم صور في الأذهان تنطبع بكل جلاء، فيجعل العقل يستحضرها ويتصورها ويرسمها متى أراد، جميل هو عالم الأفلام، فقط إذا تعاملت معه بذكاء.
مع كل بداية سنة ميلادية تتجدَّد أحاديثي عن تقديري لها، فقد وثّقت أحداث كثيرة بعبارة قبل الميلاد، وكثير من الأحداث بعد ذلك وثّقت بالميلادي، وما بين (ق. م) و(م) زمن كبير عامر بالتاريخ وبأزمنة وشخصيات وصناعات واختراعات تم حفظها بذاك التاريخ.
ثم حلَّت السنة الهجرية ببهاء، ورافقت السنة الميلادية، وسايرت شهورها الثابتة المحددة بعدد الأيام بحرية مصاحبة منازل القمر، فنجد شهر شوال مثلًا بدأ في آخر يوم من شهر مايو قبل عام، وستترافق بدايته وأواخر شهر أبريل هذا العام بمشيئة الله.
يعجبني التوافق بين العامين، إضافة لما سبق في أشياء أخرى، ففي التقويم تجدهما متجاورَين، وتستطيع في الحجوزات أن تختار أيهما، وإن سئلت عن مولدك تذكره بالهجري أو الميلادي حسبما تشاء، انتهاء مدة السلع كذلك مذكور بالهجري والميلادي، ووثيقة التخرج وعقود العمل موثقة بالتاريخَين، وهذا الثنائي ميزة مبدعة أظنها فقط موجودة في العالم العربي.
نجح العامان بالتوافق فيما بينهما، شعارهما «أنت تختار» لا يغضبان إن سجّلت ما تشاء بالهجري أو الميلادي، فالمهم لديهما أن تدوّن الأعمال والأعمار، أرى من الجميل أن يحظى الكون بسنتَين هجرية وأخرى ميلادية، نعظّم الأولى، ونحترم الثانية، وكم هو جميل أن عدد الشهور فيهما متشابه، وأسماؤها أطلقت لأسباب، وكم هو ملفت الفروق بعدد الأيام، والتباين بكيفية كتابة الأرقام، وباختلاف ختامها في الحروف بين (هـ) و(م).
ومع فيلم أجنبي جميل القصة رأيته قبل أيام عن تائه حسب أيامه التي فُقد فيها بتجوال القمر بين مراحله الثماني، كتبتُ خاطرة فيها قلت: تخيّر التاريخ الهجري منازل القمر؛ لتحسب عدد أيام شهوره بجلي واضح مرتبط بالسماء.
* رسالة:
كل شيء في الكون يدعو للتصالح للسلام.