قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية، إن انتشار القوات الأمريكية في رومانيا، إحدى دول حلف الناتو، بالقرب من الصراع في أوكرانيا، يمثل نموذجًا للردع يقوم به الجيش الأمريكي، الذي تراجع مؤخرًا عن القتال المباشر.
وبحسب تقرير للصحيفة، يتدرب جنود الفرقة 101 المحمولة جوًا بالجيش الأمريكي ويأكلون وينامون في موقع مترامي الأطراف في جنوب شرق رومانيا، بالقرب من شبه جزيرة القرم، التي تخزن فيها روسيا ذخائرها.
نموذج للردع
أضاف التقرير: في أقصى الشمال، في تدريبات عسكرية مع القوات الرومانية على بعد أميال قليلة من الحدود الأوكرانية، يقوم الجنود الأمريكيون، بإطلاق نيران المدفعية وشن هجمات بطائرات الهليكوبتر وحفر خنادق مماثلة لتلك الموجودة على الخطوط الأمامية بالقرب من خيرسون، التي انسحبت منها القوات الروسية في نوفمبر.
ولفت إلى أن هذه هي المرة الأولى، التي تنشر فيها الفرقة 101 المحمولة جوًا في أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية.
وتابع: بوجود هذه الفرقة في رومانيا، العضو في الناتو، أصبح جنودها الآن أقرب إلى الحرب في أوكرانيا من أي وحدة عسكرية أمريكية أخرى.
وأشار إلى أن مهمتها تعتبر نموذجًا للجيش الأمريكي، الذي تراجع على مدى عقدين عن القتال النشاط، الذي يستهدف ردع الخصوم.
تعهد بايدن
ومضى التقرير يقول: يُقصد بنشر القوات في رومانيا بمثابة تحذير لموسكو، كجزء من تعهد الرئيس بايدن بالدفاع عن كل شبر من أراضي الناتو دون إغراء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بالتصعيد، لكن إجراء تدريبات مشتركة هو أيضًا وسيلة لضمان استعداد الحلفاء في جنوب شرق أوروبا للبقاء على خط المواجهة.
وتابع: ستقرر وزارة الدفاع الأمريكية قريبًا ما إذا كانت ستبقي على عدد القوات الأمريكية وكبار القادة هناك.
وأضاف: يشعر البعض في الكونجرس بالقلق من تكلفة تلبية مطالب أوكرانيا المستمرة للحصول على الدعم.
واستطرد: لكن مؤيدي الحفاظ على وجود قوي في أوروبا الشرقية أشاروا إلى غزو روسيا لأوكرانيا في فبراير كدليل على أن الولايات المتحدة وحلفاءها في الناتو لم يفعلوا ما يكفي لردع موسكو الشتاء الماضي.
نجاح الردع
ونقل عن سيث مولتون، النائب الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، قوله للصحفيين بعد عودته من رحلة قصيرة إلى أوكرانيا في أوائل ديسمبر: عندما ننظر إلى السيناريو الآخر الذي قد يتكشف مثل أوكرانيا، في المحيط الهادئ مع الصين وتايوان، علينا ضمان نجاح الردع.
وتابع تقرير الصحيفة الأمريكية: ردد المخططون العسكريون تلك الاستراتيجية، مشيرين إلى أن الفرقة 101 المحمولة جوًا كانت تستخدم أيضًا البحر الأسود للتدريب على الدفاع الساحلي، وهي مهارة مفيدة إذا أصبحت الصين أكثر عدوانية وغزت تايوان، وهي جزيرة تتمتع بالحكم الذاتي لطالما ادعت بكين أنها ملك لها.