سمعت من مجموعة من الأصدقاء فيما يشبه الإجماع قولهم: التغير سنة من سنن الحياة، عندما ناقشنا التغير الذي يطرأ على بعض الأشخاص بسبب بعض الاعتبارات، المادية أو المعنوية، وربما الوظيفية. وأعجبني رأي زميل فاضل مجرب في هذه الحياة عندما قال لي بهدوء وبعد أن انحسرت حدة النقاش بين الموجودين: هناك تغير إيجابي وربما ضروري لكنه يفهم بطريقة غير إيجابية. وراح يحدثني عن دور الموظف على سبيل المثال الذي نال ترقية في عمله وأصبح رئيسا على من كانوا زملاء له في يوم من الأيام، هنا يفصل صاحبي في هذا الموقف ويقول: الرجل أصبح ذا مسئولية تحتم عليه الصرامة إلى حد ما، وممارسة دوره الجديد تعني أن يحث الجميع على ما يزينهم ويحقق مقاصد الوظيفة منهم، وتنشأ المشكلة حسب رأيه عندما تفهم تلك التوجهات بطريقة سلبية كأن يعتقد الزملاء بأن زميلهم الذي أصبح مديرهم تغير بالمنصب، أو بالكرسي كما يقولون. ومع هذه الفكرة والنظرة المتوازنة والجميلة والمدهشة والبعيدة عن تناول الكثير من الناس يبقى هناك أناس يتغيرون لمجرد شعورهم بمظاهر التغير الشكلية من حولهم مما قد يؤثر على علاقاتهم القرابية، ومما قد يلحق العطب بعلاقاتهم مع الأصدقاء. التغير هنا يأتي ملموسا والبعض يرى أنه يأتي من البعض الذين كانت الظنون فيهم أنهم فوق مستوى التذبذب يأتي كنصل حاد في خاصرة تاريخ أو زمن طويل مضى ولا يمكن أن يستعاد، أو أن يجرب المرء بناءه مع آخرين. بعض من يتغيرون يبدلون عادت معينة اعتادها الصحب والرفاق وربما الأقارب بحجة المسئوليات الجديدة، أو الوضع المستجد، مثل الانقطاع عن المجالسة أو الزيارة أو حتى السؤال. البعض ممن يمارس في حقهم التغير يسألون ويستوضحون الشخص المتغير بحسب الطرق الممكنة عن السبب الذي بدل العلاقة والعادات بينهم، البعض من المتغيرين يجيب بأن الأوضاع الجديدة لا تمكنه أن يكون كما كان، والبعض لا يعترف بأن شيئا تبدل، ويصرون على أنهم يقومون بالعمل الصائب، مما يعني في بعض الحالات إطلاق رصاصة النهاية على العلاقة مع الآخرين. التغيير ومن يتغيرون هم حديث بعض المجالس، هذا هو المجتمع، وهذه قوانينه، ينعتون بمن كبرت رؤوسهم، أو ممن يرون حالهم بمعنى يتعالون على رفاق وصحبة الماضي. المجتمع له لسان حاد، وحاذق، ولاذع في أحيان كثيرة، هذا هو قانون المجتمع، وهذا هو قانون الناس في العلاقات التي تنشأ وتموت بسبب أمور طارئة تغير الناس وتدفعهم لخسارة بعضهم. المؤثرات التي تخلق لدى البعض حالة جموح للتغير وتسفيه الماضي قد تكون أسرع مما يتخيل الناس قد تتلاشى خلال أشهر أو سنوات، والمؤكد أنها لا تدوم، بعدها يجد المتغير المكابر نفسه يتوسل العودة للماضي الذي ساهم في إحراقه.