غالية المطيري

@1428_mona

أنا شاب سعودي وكأي شاب، عندما قررت الزواج أبلغت أهلي برغبتي وتمت خطبتي من فتاة لا أعلم عنها أي شيء.

وبعد أن تم الزواج وشاهدتها أحسست بشيء غريب لا يمكنني وصفه ولكني أيقنت أني سعيد الحظ.

من فرحي وتلعثمي صليت ركعتين لا أعلم هل هما ركعتا شكر أم أمل بربي أن يديم هذه النعمة علي.

فلقد تبعثرت كل أحاسيسي ومن شدة ارتباكي ضرب رأسي حافة الكرسي الذي أمامي وضحكت هي بصوت خافت مع تلك الضحكة الخافتة صرخت من أعماقي والله أني أعشقها وبالفعل كانت هي من علمتني الحب وهي من أحببت ولكنه حب من طرف واحد فلقد عشقتها من أول نظره أما هي فلا.

ولكني بذلت كل شيء حتى تحبني وخلال عامنا الأول ازداد حبي لها وزادت رغبتي بأن أكسب قلبها وهي خلال تلك الفترة كانت تعاملني برقة ومودة تأسر القلب.

أصبحت لا أشعر بلذة أي شيء أو طعمه إلا وأنا بجوارها، لقد قلبت كيمياء شخصيتي رأسا على عقب فأصبح ذلك الرجل المتعصب الذي لا يطاق تعصبه وصراخه، أصبح شخصية هادئة عندما تلامس أناملها أطراف وجهه وهكذا مرت الأيام بي وأنا أتقلب في نعيم الحب حتى حققت هدفي وكسبت قلبها أخيرا، وقالت يوم اعترفت لي بحبها أنها وثقت بي وكل ما تريده مني ألا يصاب قلبها بألم من قبلي وألا تفقد ثقتها بي مهما بلغنا من العمر، عاهدتها عهد قلب محب يرى أن وجهها الحبيب لا يستحق إلا السعادة والفرح وبالفعل أوفيت لها بوعدي، حتى أتى ذلك اليوم الذي اضطررت به للسفر خارج البلاد بسبب أعمالي وكانت كل دقيقة تمر وأنا بعيد عنها تشعرني بالضيق وقبل مغادرتي بيوم تعرضت لحادث وعندما استفقت كانت المصيبة، فلقد كان علي أن أجري عملية وأن بقائي على قيد الحياة مشكوك فيه.

اتصلت بإخوتي وأخبرتهم بما أصابني وطلبت منهم عدم إخبار زوجتي بذلك بل طلبت منهم أن يقولوا لها أني تزوجت بأخرى فأنا لا أستطيع سماع صوتها ونبرة ألم فيه، وما دفعني لهذا الأمر إلا حبي لها فلقد أقنعت نفسي أني بذلك أحميها من الألم والحزن عندما يأتيها خبر وفاتي.

أجريت تلك العملية وتماثلت للشفاء وجاء موعد عودتي وفي لحظة وصولي كان استقبالي حافلا الكل سعيد أما أنا فلم تكتمل سعادتي.

ذهبت إلى المنزل مباشرة ولكنه كان ساكنا سكون الأموات سألت عنها فلم يجبني أحد.

فعلمت أني قتلت ذلك القلب الذي أحبني لقد ماتت زوجتي بعد أن أخبروها أني تزوجت بأخرى لأنها لم تتحمل ذلك الوجع.

لقد أوجعتها في وقت كنت أظن أني أحميها من الوجع.

متى نعلم أن الكذب وعدم الصراحة والإفصاح هو من يقتل قلوبنا ويجعلنا نرتكب أكبر جريمة في حق أنفسنا ومن نحب؟!

ومتى نعلم أن الحب يعني أن تكون أنت كما أنت مع من تحب بخوفك وحزنك وقلقك ومرضك وصدقك؟!!!

ومتى نعلم أن المرأة إذا أحبت بصدق قد تقتلها قلة الاهتمام وكلمة واحدة من ذلك الرجل الذي أحبت تئدها!!

وأن المرأة المسلمة لا تعترض على شرع ربها حاشا وكلا فالتعدد أمر إلهي حكمه جائز وليس بواجب لا يحق لأي كائن من كان أن يبدي به رأيا أو أن يجادل وقد حسم من الخالق جل وعلا.

ولكن المرأة المحبة من حقها على ذلك الإنسان الذي أحبها وأحبته ألا يشرك بحبها أحدا.

لأن المرأة التي ملك الحب قلبها قد تقتلها جملة لقد تزوجت بأخرى.