د ب أ - واشنطن

على مدى فترة طويلة من الزمن تتباهى السويد بأنها مفتوحة للأفكار والتجارة وللأشخاص من جميع أنحاء العالم، ورغم ذلك تظهر العنصرية بشكل متواتر في الحياة اليومية.

وطوال عقود، وفرت السويد ملاذا أمنا لمواطني تشيلي الذين فروا من ديكتاتورية الرئيس اوجستو بينوشيه (من عام 1973وحتى 1990)، والإيرانيين بعد ثورة الخميني والبان كوسوفو بعد الحرب في منطقة البلقان، وسوريين.

وقال أشخاص من سوريا ورومانيا وأفغانستان في مقابلات أنهم تعرضوا لسلوك متعصب وعبارات السخرية ولما هو أسوأ من ذلك، ولم يكونوا جميعا على استعداد لسرد قصصهم لنشرها خوفا من التعرض للانتقام.

ويعيش كل هؤلاء الأشخاص في كليبان ، وهى بلدة محاطة بمزارع تبعد ساعة بالسيارة عن مالمو جنوبي السويد التي أصبتح معقلا لحزب الديمقراطيون السويديون.

حزب الديمقراطيون السويديون

ورغم أن حزب الديمقراطيون السويديون، الذي له جذور نازية جديدة، ليس رسميا في الحكومة، فإنه القوة الأكبر في الائتلاف اليميني، وللمرة الأولي يتمتع بنفوذ كبير على السياسات الخاصة بكل شئ من الطاقة إلى الرعاية الصحية.

وقبل رئيس الوزراء أولف كريستيرسون نهج حزب الديمقراطيون السويديون المتشدد بشأن الهجرة مقابل الحصول على دعمه في البرلمان.

وتولت السويد اعتبارا من الأول من الشهر الجاري الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي.

ويحكم اليمين المتشدد بالفعل في إيطاليا وبولندا والمجر ويقود بالفعل المعارضة في فرنسا، مما يجعل السويد جزءا من إتجاه اوسع نطاقا في قارة أوروبا فرضته الضغوط الديموجرافية والمالية المتزايدة.

ولذلك يواجه كريستيرسون مهمة صعبة تتمثل في تحقيق التوازن خلال رئاسة السويد لمدة ستة أشهر للاتحاد الأوروبي في وقت تتعرض فيه وحدة أوروبا لضغط نتيجة أكبر نزاع مسلح منذ عام 1945 واحتمال فرار المزيد من الأشخاص من أوكرانيا.

مظاهرة حاشدة في السويد ضد العنصرية - رويترز

طفل من كل 4 أطفال يتعرض للعنصرية

يلقى حزب الديمقراطيون السويديون باللائمة على الوافدين الجدد بالنسبة لارتفاع معدلات الجريمة بالسلاح وظهور فجوة تتسع بين الأغنياء والفقراء.

ورغم القوة الاقتصادية التي تتمتع بها السويد، تتزايد المخاوف في الشارع مع سوق إسكان ينهار وتعرض البلاد لخطر السقوط في واحدة من أسوأ حالات الركود بين دول الاتحاد الأوروبي البالغ عددها 27.

ووفقا لتقرير حديث أصدره فرع منظمة أنقذوا الأطفال غير الربحية في السويد، يتعرض طفل له خلفية مهاجرة من بين كل 4 في جميع أنحاء البلاد لإساءة أو هجوم عنصري بسبب لون بشرتهم أو ديانتهم.

جرائم الكراهية في السويد

وتظهر أحدث البيانات أن جرائم الكراهية التي تم الإبلاغ عنها ارتفعت في عموم البلاد بنسبة 20%في العقد حتى عام 2018.

وتم توثيق أكثر من 3 آلاف حالة في عام 2020،رغم أن الرقم الحقيقي أعلى لأنه لا يتم الإبلاغ عن الكثير من الحوادث.

وذكر يوناس لومان، رئيس الفرع المحلي لحزب الديمقراطيون السويديون إنه لاتوجد أي دراسات تثبت أن كراهية الأجانب أو أي شكل من أشكال العنصرية قد زاد في كليبان ، قائلا إنه بدلا من ذلك، ربما تكون هناك وجهة نظر عامة بأن الاندماج قد فشل وهناك حاجة لمعالجته.

وفي إحدى مدارس كليبان، ثلث الطلبة البالغ عددهم 400 لهم خلفية مهاجرة.

وقالت مديرة المدرسة ماري جاردبي أن خطاب كراهية الأجانب والمعلومات المضللة منتشرة على وسائل التواصل الأجتماعي، وأن النقاش الوطني يصل إلى أروقة المدرسة.

وأضافت جاردبي أن العمل على تشجيع التفاعل بين الطلبة أحد أهم مهامنا. وتحاول المدرسة القيام بذلك في دروس منتظمة ومن خلال جلسات حوارية منظمة.

توترات عنصرية منتظمة

وبشكل منتظم ما تحدث توترات عنصرية بين المجموعات والأفراد تسفر في المقام الأول عن هجمات لفظية ومشاحنات بدنية متبادلة.

وقالت وزيرة المساواة بين الجنسين في السويد بولينا براندبيرج ،إن حكومتها سوف تتبع خطة وطنية مطبقة منذ عام 2016لتوعية الأشخاص ومنع خطاب الكراهية على الإنترنت ودفع النظام القانوني لمكافحة جرائم الكراهية.

وأضافت من الواضح بجلاء أن العنصرية موجودة وإننا نحتاج في الحقيقة لعمل شئ ما حيالها وأن نكون في وضعية الهجوم.