لم تكن رعاية صاحب السمو الملكي أمير المنطقة الشرقية الأمير سعود بن نايف، قبل أيام، حفل افتتاح إحدى الجامعات السعودية الرائدة في مجال التعليم العالي في مدينة الخبر حدثًا عاديًّا، بل جاء تأكيدًا على نهضة تعليمية تشهدها المملكة بالموازاة مع النهضة الشاملة التي طالت كل مجالات الحياة، والتي تطمح إلى الرقي بالإنسان الذي هو عماد الوطن؛ إذ أكد سموه في كلمة الافتتاح أن ما تعيشه المملكة من تطور في التعليم هو نتيجة لما هيَّأته الدولة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين «يحفظهما الله» مبينًا أن خطط التنمية في المملكة دائمًا ما تعوِّل على مخرجات التعليم من شباب وشابات الوطن، وقدرتهم على دعم العملية التنموية في الوطن، والمساهمة بكفاءة في متطلبات القيادة الرشيدة.
ولعل كلمة رئيس مجلس أمناء الجامعة، التي شكر فيها أمير المنطقة الشرقية، أكدت على ذلك، وأشارت بوضوح إلى ما تشهده المملكة من حرص القيادة الحكيمة على التعليم، ودفع عجلة التقدم، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030.
إن حدث الافتتاح، كما أشرنا، كشف عن أهداف ورعاية ونهوض وتشجيع من القيادة لكل مشروع يعمل على المشاركة والمساهمة في بناء الإنسان والنهوض بفكره وقدراته، خاصة أن هذا المشروع يُعدُّ ضمن أوائل المشاريع الجادة في مجال التعليم العالي في السعودية؛ لما له من أبعاد مضيئة، ولعلنا نبيِّن أن مشروع جامعة اليمامة، الذي انطلق منذ زمن، بصدور الترخيص المبدئي عام 2001م، ومنها انطلق بناء أكبر حرم جامعي للمؤسسات الجامعية في مدينة الرياض بإنشاء حرم متكامل؛ ليحتضن افتتاح كلية اليمامة لإدارة الأعمال، وقبول أول دفعة من طلبتها مع بداية العام الدراسي 1425/ 1426هـ سبتمبر 2004م، ثم قبول أول دفعة من طالباتها في بداية العام الدراسي 1427/ 1428هـ، سبتمبر 2006م.
وقد حققت الكليات والجامعات السعودية، خلال فترة وجيزة سمعة علمية متميزة؛ نتيجة حرصها على توفير المناخ اللازم للنجاح، ومن ذلك بناء البرامج المُعدَّة وفق معايير مؤسسات الاعتماد الأكاديمي الدولي، واختيار أفضل الكفاءات التدريسية للعمل في بيئة متكاملة الخدمات. ونتيجة لهذا الجهد وهذا النجاح، سعى المؤسِّسون للكليات الأهلية في المملكة للانتقال إلى خطوة أخرى بتحويل الكلية إلى «جامعات»، وكانت موافقة الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود «يرحمه الله»، على توصية مجلس التعليم العالي، بتحويل كلية اليمامة إلى «جامعة»، دليلًا على دعم قيادة البلاد للمؤسسات التعليمية بكافة أنماطها، ودليلًا على دعم الحكومة لجهود القطاع الخاص في تأسيس المؤسسات التعليمية الرائدة.
وبذلك تبدأ الجامعات مرحلة جديدة، وانطلاقة نحو مستقبل التعليم العالي في السعودية، كما كشفت عنها رعاية صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف أمير المنطقة الشرقية، حفل الافتتاح، ومباركة سموه توقيع مذكرة التفاهم بين جامعة اليمامة، والمركز الإقليمي للجودة والتميّز في التعليم تحت إشراف اليونسكو.
ويبقى أن نشير ونؤكد على أن البناء الشامل الذي يهدف إلى النهوض بالإنسان في هذا الوطن المعطاء، ومواكبة العصر بكل ما يحدث فيه من تطور ونهوض متكئين على ثقتنا الكبيرة بقيادتنا الرشيدة الذين يسيرون بنا بخُطى واثقة وسريعة، ويؤكدون للعالم أن مملكتنا الحبيبة تسير بخُطى واثقة نحو مستقبل مشرق.
حفظ الله المملكة، وحفظ خادم الحرمين الشريفين، وسمو ولي عهده الأمين؛ لما فيه خير البلاد والعباد.