حذيفة القرشي - جدة

في إنجاز علمي جديد تمكن فريق بحثي من جامعة الملك سعود وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) وجامعة أم القرى من نشر أول جينوم لصقر الجير البيور بتقنية PacBio في المملكة العربية السعودية.

في حين أوضح استاذ علم البيئة الجزئي المشارك بجامعة الملك سعود ، د. عبدالواحد الرفاعي أن فكرة هذا المشروع انبثقت من اهتمام الدولة رعاها الله بالمحافظة على الصقور وانسجامه مع رؤية المملكة 2030 التي تهدف الى التنمية المستدامة وتحقيق الاستراتيجية الوطنية للبيئة، والاستراتيجية الوطنية للمحافظة على التنوع الحيوي للكائنات الفطرية والرعاية الخاصة بها، كما نوه بأن هواية الصيد بالصقور وتدريبها وتربيتها في المملكة يعتبر موروث ثقافي يمتد منذ مئات السنين، نظراً الى الارتباط التاريخي الوثيق بالصقر و الصقارة في تراثنا وثقافتنا العربية الاصيلة إضافة الى أن موقع المملكة الجغرافي ساعد على استيطان أنواع من الصقور ومرور أنواع أخرى عليها وقت الهجرة الموسمية.

وذكر الدكتور الرفاعي بأنه هناك حاجة ماسة لإيجاد حلول لبعض المشكلات التي تواجه الصقور في المملكة بشكل خاص والعالم بشكل عام وأن الدراسات والبحوث في هذا المجال قليلة نوعاً ما، لذلك تم تبني فكرة هذا المشروع لدراسة الشفرة الوراثية الكاملة للصقور بشكل عام والبدء بالجير بشكل خاص وتحديد جيناته، وتسجيلها في بنك الجينات العالمي National Center for Biotechnology Information (NCBI).

وأضاف بأن الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة أدرج ضمن قائمة الانواع الحية المهددة بالانقراض كل من الصقر الوكري والشاهين والحر، وهذا يتطلب وضع خطط للمحافظة على الأنواع التي تعيش في الحياة الفطرية وفِي الأسر ووضع خطط لاستعادة الأنواع المهددة منها بالانقراض وفي ظل غياب كثير من المعلومات البيولوجية والوراثية الأساسية للصقور عامة.

لذلك في هذه الدراسة تعرف الباحثين على المعلومات الوراثية الكاملة من خلال رسم كامل الخريطة الجينومية لصقر الجير لفهم المكونات الوراثية لجينوم هذا النوع، وتوضيح الأجزاء الوظيفية المشفرة، والتحليل الجينومي المقارن والتطور الجزيئي. كما يساهم هذا البحث بدراسة العوامل الوراثية؛ كنقصان أو فقدان التنوع الوراثي بسبب عمليات التهجين العشوائي أو التناسل الداخلي الى الانخفاض والتناقص الشديد في انواع الصقور، حيث تقلل هذه العوامل الوراثية من قدرة التناسل والبقاء ومقاومة الأمراض.

وختم بأن التقنيات الحيوية الحديثة بما فيها تقنيات الجينوم تساعد في تحدد الشفرات والخرائط الوراثية، باستخدام تحاليل المادة الوراثية DNA وتسجيلها في قواعد البيانات الوراثية وتحديد أفضل الممارسات العلمية لتحسين جودة حياة الصقور سواء الأنواع النادرة او المهددة بالانقراض وحمايتها من الامراض والانقراض.