شاركت المملكة في المؤتمر الدولي لدعم باكستان، اليوم الإثنين، في جنيف، تأكيدًا على تضامنها ووقوفها بجانب شعب وحكومة باكستان، في مواجهة الفيضانات وما خلفته من ضحايا في الأرواح وأضرار في الممتلكات والبني التحتية.
جاء ذلك انطلاقًا من توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء - حفظهما الله -.
إعادة الإعمار في المناطق المتضررة
قال المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة في جنيف السفير عبدالمحسن بن ماجد بن خثيلة، إن الأزمة الإنسانية في باكستان تبين أن الكوارث الناجمة عن آثار التغير المناخي تتعرض لها الدول النامية الأقل إسهاما في حدوثها، ما يدعو إلى التأكيد على أهمية أن تضطلع الدول بمسؤولياتها وفق المبادئ والآليات والالتزامات المتفق عليها في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية للتغير المناخي واتفاقية باريس.
وأوضح أن المملكة تؤكد أن أي طرح يتصل بالتغير المناخي يجب معالجته في إطار الاتفاقيتين آنفتي الذكر.
وحث المندوب الدائم للمملكة لدى الأمم المتحدة، المجتمع الدولي على المساهمة في تمويل إعادة الإعمار في المناطق المتضررة في باكستان، مؤكدًا حرص المملكة على الوقوف إلى جانب باكستان وشعبها الشقيق منذ بداية الكارثة الإنسانية، من منطلقات وروابط الأخوة الوثيقة التي تربط شعبينا وحكومتينا على جميع الأصعدة والمجالات.
مركز الملك سلمان للإغاثة
وأشار إلى مبادرات المملكة في المجال الإنساني والإغاثي عبر مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، وإطلاقها جسرًا جويًا لإرسال المساعدات الإنسانية العاجلة للشعب الباكستاني، بالإضافة إلى قوافل برية من الشاحنات الإغاثية.
كما أطلقت حملة شعبية لإغاثة متضرري الفيضانات في باكستان، تجاوز مجموع التبرعات في الحملة 153 مليون ريال حتى الآن، انطلاقا من قيم المملكة العربية السعودية الإغاثية والإنسانية، وجهودها المبذولة لرفع المعاناة عن الشعوب المتضررة من الأزمات ومد يد العون لشعب باكستان الشقيق.
وأوضح أن ذلك يأتي إضافة إلى دعم المملكة التاريخي الاقتصادي والتنموي لباكستان، والمتمثل في الودائع والقروض والمشاريع التنموية الضخمة، آخرها تمديد أجل الوديعة المقدمة للبنك المركزي الباكستاني بـ 3 مليارات دولار، إضافة إلى المشروعات التنموية المنفذة من الصندوق السعودي للتنمية.
استثمار مليار دولار في باكستان
كما وجه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود - حفظه الله - باستثمار مبلغ مليار دولار في باكستان، تأكيدًا على موقف المملكة الداعم للتنمية الاقتصادية لباكستان.
وأضاف أن جهود المملكة لا تقتصر على الصعيدين الرسمي والشعبي في مساعدة الشعب والحكومة الباكستانية خلال الأزمة، بل تمتد إلى تنفيذ مشاريع نوعية إنسانية وتنموية تحقق الآثر المطلوب، خاصة الحملات التطوعية الطبية التي تنفذها كوادر وطنية متقدمة من المتخصصين في مجالات دقيقة، تفعيلًا لدور المتطوعين في مجالات العمل الإنساني.