أكدت مدير إدارة التواصل والعلاقات العامة والتوعية الصحية بمستشفى الصحة النفسية بجدة أ. حنين الغامدي، أنه على الرغم من أن كبار السن يميلون بشدة إلى الوقوع في الاكتئاب، إلا أن الخبر السار هو أنه يمكن الوقاية من هذا المرض العقلي من خلال عدد من الطرق، وهي تشمل الوقاية بالتدريب والتمارين البدنية والدعم الجماعي والذكريات أو استرجاع الذكريات والأنشطة الاجتماعية.
وبيّنت الغامدي أن الوقاية بالتدريب هي طريقة للتدريب المعرفي، ويعرف أيضًا باسم تدريب الدماغ، وهو نهج غير دوائي يتضمن اتباع سلسلة من الأنشطة العقلية المنتظمة المصممة للمساعدة في الحفاظ على القدرات المعرفية التفكيرية للشخص أو حتى زيادتها مثل ألعاب الألغاز وأنشطة الحفظ، فذلك يساعد على تحسين القدرات المعرفية، ويعتمد التدريب المعرفي على فكرة أن دماغ كبار السن يمكن أن يتغير للأفضل.
التدريب التعليمي يساعد كبار السن على الوقاية من الاكتئاب
يساعد التدريب التعليمي أو المعرفي بين كبار السن على الوقاية من الاكتئاب مما يمكنهم من المشاركة في الأنشطة، التي تحدث داخل المجتمع وعندما يتعلم كبار السن شيئًا جديدًا، ينتج دماغهم خلايا جديدة، ويبني اتصالًا جديدًا يساعد على منعهم من الاكتئاب وتشير الدراسات إلى أن كبار السن يفضلون أنشطة التعلم غير المقننة لذلك من المهم أن يخضع كبار السن لتدريب تعليمي غير شكلي.
وتابعت الغامدي الحديث عن الطرق الفعالة للوقاية، التي منها طريقة الوقاية بالتمارين البدنية، وأنه يجب أن تكون التمارين البدنية أولوية لجميع كبار السن، وتدخلات التمارين البدنية المستمرة من خلال العناصر، التي تعمل على عدة مستويات ينظر إليها على نطاق واسع على أنها شخصية مثل السمات البيولوجية والنفسية والاجتماعية مثل الأسرة ومجموعات الانتماء ومكان العمل.
التمارين البدنية المنتظمة تمنع تكوين الاكتئاب
كل هذه العوامل يمكن أن تؤثر على كبار السن للإصابة بالاكتئاب، وهناك العديد من الأساليب، التي يمكن استخدامها لمساعدة كبار السن على الخضوع للأنشطة البدنية، وأفضل طريقة لتحقيق ذلك هي تعزيز برامج صحة المجتمع مثل زيادة الوعي وتشجيع كبار السن على القيام بالأنشطة البدنية.
كما يمكن أيضًا أن تساعد التمارين البدنية المنتظمة في منع تكوين الاكتئاب من خلال التخلص من المخاوف حتى يتمكن شخص ما من نسيان الأفكار السلبية، التي تسبب القلق والاكتئاب.
علاوة على ذلك، ترتبط التمارين الرياضية المنتظمة بفوائد عاطفية ونفسية تشمل بعض هذه الفوائد التعامل مع الحياة بطريقة صحية، والحصول على المزيد من التفاعلات الاجتماعية واكتساب المزيد من الثقة.
يمكن لمنظمات الصحة العامة التعاون مع العديد من المنشآت المجتمعية مثل المدارس والمساجد والشركات وإدارة السياسات ومراكز الرعاية الصحية للتأثير على الخطة وتعزيز وتوحيد الجهود لزيادة أنشطة التدريب البدني.
في هذه الخطة، ينبغي لوكالات الصحة العامة ضمان تنفيذ طرق الحد من أوجه عدم المساواة الصحية بين كبار السن في النشاط البدني، وينبغي على مقدمي برامج المخصصة لكبار السن متابعة وتقييم النشاط بشكل روتيني ورصدها لجعلها فعالة.
ولا نستطيع أن نهمل أهمية دور المجتمع تجاه كبار السن ومن أحد الطرق للوقاية هي طريقة دعم المجموعات.
التدخلات الجماعية للوقاية
هي تدخلات تحل من قبل مجموعة من الأشخاص وليست تدخلات فردية؛ وتستخدم عالميًا في مرافق الرعاية الصحية لمشكلات الصحة العقلية للوقاية من الاكتئاب، وينظر في العمل الجماعي عندما يكون الجوهر هو للوقاية من الاكتئاب وليس كعلاج للاكتئاب.
وسيكون تدخل المجموعة بمثابة عامل تمكين يساعد أعضاء المجموعة على مناقشة أنشطة البرنامج المطلوبة والتوصل إليها، وستساعد التدخلات الجماعية الأعضاء على تحسين نموهم الشخصي ومنع الاكتئاب.
تقييم العلاج الجماعي أحد طرق العلاج النفسي
تقييم العلاج الجماعي كأحد طرق العلاج النفسي والاجتماعي الوقائي، التي تمنع الاكتئاب بين كبار السن، ويجب أن يكون المعالج الجماعي عضوًا نشطًا في المجموعة وسيساعد الأعضاء المسنين على فهم مشكلاتهم الشخصية، وكذلك المشكلات الشخصية، التي تؤثر عليهم.
ويعقد أعضاء المجموعة أيضا اجتماعات لمناقشة الشؤون الجارية، التي تؤثر عليهم والتركيز عليها باشتراك الشخص نفسه والآخرين، ويركز التدخل الجماعي على الحد من الاكتئاب والوقاية منه، وضعف الدافع، فضلًا عن تحسين الصحة العقلية لكبار السن.
ومن هنا نستطيع أن نسلط الضوء على أهمية طريقة الوقاية باسترجاع الذكريات، وينظر إلى الذكريات على أنها عملية التفكير والخلفية الشخصية والعلمية والأشخاص حول الذكريات الماضية المهمة شخصيا بالنسبة لهم.
كما اقترح أرنسون 2009، فإن تقييم حياة المرء مهمة أساسية مرتبطة بالشيخوخة. لذلك، تطبق الذكريات بشكل رئيسي على كبار السن كطريقة علاجية لتعزيز وتحسين قبول الذات والصحة النفسية للشيخوخة في المجتمع.
استخدام الوقاية بالذكريات لتعزيز القدرة المعرفية لدى كبار السن
ويمكن استخدام طريقة الوقاية بالذكريات لتعزيز القدرة المعرفية لدى كبار السن من خلال السماح لهم بمشاركة قصص الحياة، وتذكر الذكريات الماضية. يساعد هذا التدخل على منع الاكتئاب بين كبار السن.
كما يمكن أن يكون للذكريات أشكال مختلفة مثل العلاج البسيط كاستذكار مواقف الحياة وإعادة النظر فيها، الذي يمكن أن يساعد في الوقاية من الاكتئاب بين كبار السن، وأيضًا من أهم الطرق الوقائية الأنشطة الاجتماعية.
وذكرت إحدى الدراسات أن الاكتئاب هو أحد الآثار الجانبية المعتادة للشيخوخة بين الناس في الولايات المتحدة وأحد الأسباب الرئيسية لاكتئاب كبار السن هو العزلة وتركهم وحيدين في المجتمع بلاكبيرن ويلكنز آند وويس، 2017.
ومع ذلك، يمكن أن يكون لارتباط بعضهم البعض في الأنشطة الاجتماعية تأثير إيجابي على القدرات المعرفية لكبار السن، ويمكن أن يساعدهم على البقاء في مأمن من الاكتئاب، ويمكن أن تساعد الأنشطة الاجتماعية في الوقاية من الاكتئاب من خلال تحسين وظائفهم المعرفية وتحسين صحة المناعة وزيادة طول العمر لأنه سيزيد من دائرة الأصدقاء وهو أمر حيوي للبقاء سعيدًا والوقاية من الاكتئاب.
وللمساعدة في جعل كبار السن يشاركون في الأنشطة الاجتماعية، علينا تشجعيهم من خلال البرامج التثقيفية والتوعوية وعرض هوية المجموعات المقامة وإزالة العقبة أمام المشاركة، وتعزيز الشعور بأن النشاط مهم وإخبارهم بأنه ذو صلة بأعمارهم ودعوتهم بالمشاركة في النشاط.