د. لمياء البراهيم@DrLalibrahim

على هامش ورشة عمل قطاع الأمن العام «الكثافة المرورية والحلول التشغيلية» صرح المتحدث الرسمي للإدارة العامة للمرور، عن دعم إمكانية العمل «عن بعد» لبعض الشركات والمؤسسات والجهات الحكومية، وتغيير التوقيت لبعض المدارس والجامعات، لتقليل ازدحام الطرقات، بالإضافة إلى تشغيل الطرق الدائرية والسريعة وإعادة دراسة آلية عمل الإشارات المرورية، وأيضا الاستفادة من تجربة الهيئة الملكية لتطوير العاصمة في إعادة تشغيل بعض الطرق خلال مشروع مترو الرياض.

من تعامل مع المرور السعودي منذ سنوات كنت ألمس تقبلهم للنقد واستيعاب الشكاوى والاقتراحات والسعي الحثيث لإيجاد حلول وحسن تواصلهم والذي فهمت منه ارتباط أكثر من وزارة وهيئة بالازدحام المروري ومشاكل الحوادث والتي تعد من الأهداف الإستراتيجية التي تعمل المملكة للحد من نسبتها، وقد تحسنت النسبة مؤخرا من خلال لجنة السلامة المرورية، بعد هطول الأمطار بغزارة في معظم مناطق المملكة وبمنسوب كبير عما تعودناه مسبقا أفرز ذلك مشاكل الطرق مجددا، إضافة للمدارس والتشديد على دوام الموظفين بالبصمة والحضور والانصراف، والتوطين الذي ساهم بالتوظيف في قطاعات عدة وبالتالي تواجد الموظفين في مواقعهم الوظيفية الذي قد يكون على مدى اليوم، وقيادة المرأة للسيارة مع الاستمرار في الحاجة للسائقين، إضافة للمراجعين للخدمات أيا كان نوعها ومن ذلك الخدمات الصحية.

وفي منطقة كبيرة كمنطقة الرياض فالوضع استثنائي من حيث الهجرة السكانية لها وثرائها بالفعاليات والملتقيات والمؤتمرات والمعارض والترفيه، وتأخر تشغيل النقل العام مثل المترو والباصات، بشكل عام هذا ما نراه كمسببات وبالتأكيد لدى الجهات الرسمية تحليل جذري أكثر دقة لمسببات الوضع الراهن والذي نتاجه أزمة الازدحام المروري الذي ستنجم عنه مشكلة أكبر وهي ارتفاع مؤشر الحوادث المرورية، لذا فوجود ورش عمل تجمع أصحاب المصلحة قد تقرب وجهات النظر عندما تدخل التوصيات حيز التنفيذ كما هو في أمر العمل عن بعد والذي تحدث به سعادة المتحدث الرسمي للمرور، خصوصا أن سياسات العمل عن بعد قد أعدتها وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية وتم حصر الوظائف التي يمكن عملها عن بعد، إضافة لإمكانية الدوام المرن، فهل تم تطبيقها لأننا لم نلامس أثرا من ذلك وإنما نلامسه عندما يعطى الطلبة إجازة مدرسية، ما يشير بأن القطاع التعليمي من كوادر بشرية وظيفية وطلبة والمواصلات التي تقلهم للذهاب والعودة يعد من أحد الأسباب التي ينبغي دراستها وإيجاد حلول لها.

وفي ضوء طرحنا فماذا لو كان من الحلول:

- تأمين الباصات المدرسية مجانا أو بأسعار رمزية لتساهم في نقل الطلبة بأمان من وإلى منازلهم وبالتالي التقليل من الحاجة للسائقين أو استئذان الأهالي العاملين لإخراج أبنائهم من المدارس.

- تقليل أيام الدراسة الحضورية للطلبة بحيث تحدد المقررات التي يمكن للمعلم أن يقدمها عن بعد وبالتالي تمزج بين الحضور الفعلي أو الاستفادة من المنصات التعليمية بصورة دائمة وليس في الأزمات فقط.

- إلزامية الدوام المرن فما زالت الكثير من القطاعات تحده بربع ساعة بعد أو قبل ساعات العمل الرسمية ما لم يخفف من الازدحام في الطرق ولا عند أجهزة البصمة أو دفاتر التوقيع.

- تقليل أيام العمل للموظفين لأربعة أيام عوضا عن خمسة أيام على أن يكون اليوم الخامس أيضا عن بعد حتى يعوض الموظف ساعات العمل المطلوبة بدون التقليل من راتبه أو ميزاته.

- الاستفادة من التحول الرقمي والتطور في التواصل بأن تحول إمكانية اختيار المواعيد الطبية للعيادات عبر تطبيق موعد إلى التواصل الهاتفي أو الافتراضي بالمنصة أو الحضوري.

- أن تلزم المؤتمرات والملتقيات بالبث عن بعد لفعالياتها بحيث تحقق الفائدة للمسجلين فيها ولو لم يحضروا مباشرة.

وبالطبع لابد أن يستمر التنسيق مع الجهات ذات العلاقة لحلول جذرية لأزمة ازدحام الطرق، لكننا نحاول من خلال تلك المقترحات إيجاد حلول عاجلة قابلة للتطبيق وبأقل الخسائر.