اليوم - محمد حمدي

تتسارع وتيرة الأحداث في الحرب الروسية الأوكرانية التي تشغل العالم أجمع، فمع اشتداد حدة المعارك بين الدولتين، يبدو أن هناك تحركات أخرى من قبل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لإعادة ترتيب قادة جيشه.

أجرى الرئيس الروسي تعديلات جذرية لقادته العسكريين الذين يتولون زمام الحرب في أوكرانيا، بعضها جاء مفاجئ ويحمل العديد من علامات الاستفهام.

وزارة الدفاع الروسية أعلنت الأربعاء الماضي، عن تعديل في قيادات الجيش، فأصبح الجنرال فاليري جيراسيموف، رئيس الأركان العامة الروسية، القائد العام للقوات الروسية بأوكرانيا، فيما تحول القائد الحالي سيرجي سوروفيكين لمجرد أحد نواب الجنرال الجديد.

صراع السلطة داخل الكرملين

فما سر التغييرات الجديدة، خاصة أن الجنرال سوروفيكين لم يمر على تعيينه كقائد قوات موسكو في أوكرانيا سوى 3 أشهر فقط؟

يرى الكثير من المحللين والخبراء أن التغييرات الروسية تبدو مفاجئة، فأوضح مارك جاليوتي، خبير في المعهد الملكي البريطاني المختص بالشؤون العسكرية، أن ما حدث نوع من تخفيض رتبة للجنرال جيراسيموف، وهو أمر يعكس غضب بوتين من آداء قائده العسكري، وفقًا لما نقلته صحيفة ديلي ميل البريطانية.

بدوره، علق أوليكسي ريزنيكوف، وزير الدفاع الأوكراني، على هذه التغييرات في تصريحات لشبكة بي بي سي البريطانية، قائلًا إن هناك صراعًا على السلطة داخل الكرملين.

مخزون الصواريخ الروسية

زعم ريزنيكوف أنه وفقًا لمعلوماته الاستخباراتية، فإن السبب الرئيسي وراء التعديل الروسي الأخير يرجع إلى أن الجنرال سوروفيكين أهدر مخزون الصواريخ لبلاده بضربات دون جدوى، وهو ما أثار غضب بوتين.

ويبدو أن التغيير له علاقة أيضًا برغبة رئيس مجموعة فاجنر يفغيني بريجوزين، وفقًا لما قاله وزير الدفاع الأوكراني.

وكانت استراتيجية الجنرال سوروفكين في أوكرانيا واضحة، وهي شن هجمات مدمرة على البنية التحتية للطاقة في كييف، ورغم محاولات موسكو بالآونة الأخيرة استعادة سيطرتها على الأراضي الأوكرانية، جاءت التغييرات التي تشير إلى أن بوتين لا تعجبه سياسات القادة الروس.

مصير بلدة سوليدار الأوكرانية

يأتي ذلك وسط تقارير متضاربة حول مصير بلدة سوليدار الأوكرانية بعد معركة طويلة ووحشية بين القوات الروسية ونظيرتها الأوكرانية.

أعلنت روسيا انتصارها في البلدة، الأمر الذي سيسمح لقوات موسكو بالتقدم إلى مدينة باخموت القريبة، وعزل القوات الأوكرانية هناك.

بينما يصر المسؤولون الأوكرانيون على أن المعركة من أجل سوليدار ما زالت مستمرة، واتهموا روسيا بالتضليل وبث المعلومات المغلوطة.