:shujaa_albogmi@د. شجاع البقمي

الاستثمار في أسواق المال، ليس بعيدا عن أي استثمار آخر أو تجارة في قطاع آخر، فهي وعاء استثماري وادخاري مناسب للكثيرين من الأفراد والمؤسسات والكيانات التجارية والصناديق الاستثمارية، وتعرف أسواق الأسهم بأنها الوعاء الأكثر حيوية ومرونة في الوقت ذاته.

حينما يتجه المستثمرون الأفراد إلى أسواق الأسهم يتطلعون دائما إلى الربحية وتعزيز رؤوس الأموال بما ينعكس إيجابا على محافظهم الاستثمارية، وهذا أمر طبيعي فليس هنالك من مستثمر لا يبحث عن الربح، وتعزيز العوائد المالية.

هنالك أساسات بسيطة من المفترض أن يكون كل مستثمر في سوق الأسهم مدركا لأبعادها ودلالاتها، ومنها على سبيل المثال القيمة الدفترية لأسهم الشركة، ومكررات الربحية، فهذه الأساسات البسيطة تعطي مؤشرات جيدة ينطلق منها المستثمر في اتخاذ قراراته الأولية، وذلك قبل أن يشرع في ملاحظة معدلات نمو أرباح الشركة، وقدراتها التشغيلية والتنافسية، ومشاريعها المستقبلية، ومؤشرات السهم الفنية.

صحيح أن أفضل الشركات من حيث الجاذبية الاستثمارية هي الشركات التي تكون أعلى في قيمتها الدفترية، مقرونا ذلك بمكررات ربحية منخفضة، إلا أن الأمر لا يتوقف عند ذلك فقط، فمن وجهة نظري يضاف إليه حجم التوزيعات النقدية السنوية، ومشاريع الشركة المستقبلية، وقدرتها على تحقيق المزيد من النمو، والاستفادة من الفرص الاستثمارية الهائلة التي يوجدها الاقتصاد السعودي، هذا بالإضافة إلى قدراتها التشغيلية والتنافسية محليا وعالميا.

من المفترض أن يكون كل مستثمر يريد الاستثمار في أسواق المال على اطلاع ومعرفة ببعض الأساسيات التي تساعده في اتخاذ قراراته، وليس هنالك أجمل من قرار استثماري سواء بالشراء أو البيع، يأتي عن قناعة كاملة... فالقرار الذي يأتي عن قناعة كاملة لن يندم المستثمر على اتخاذه.

ميزة أسواق المال أنها حيوية ومرنة للغاية، فالمستثمر يمكنه اتخاذ قراره وتنفيذه في ثوان قليلة جدا، وهذا أمر يزيد من أهمية دراسة كل قرار قبل أن يشرع المستثمر في تنفيذه، وأن يكون قارئا جيدا لإعلانات الشركة ونتائجها المالية وقيمها الدفترية ومكررات الربحية ومقدار توزيعاتها النقدية، وغير ذلك من الأساسيات التي أشرت لها في هذا المقال.

تتميز أسواق الأسهم بأنها قادرة على خلق الفرص الاستثمارية كل يوم، وهذه ميزة تجعل هذا الوعاء الاستثماري الهام جاذبا جدا، إلا أن هذا الأمر يتطلب الإلمام بأساسيات التعامل مع هذه السوق والقدرة على اقتناص الفرص، وعدم تفويت الفرص من المحفظة الاستثمارية باتخاذ قرارات بيع في أوقات غير مناسبة.

ختاما... هنالك العديد من الخيارات التي تتيح للمستثمر الفرد الاستزادة المعرفية عبر القنوات المرخصة، وأيضا الاسترشاد بأصحاب الاختصاص من بيوت الخبرة المرخصة... وفالكم التوفيق دائما.