ما بين الخوف والاحترام علاقة أظنها وثيقة تلتبس على البعض إذا ما طلب التحدث عن أوجه الفرق أو الشبه بينهما، البعض ممن سألتهم قال «إن الخوف هو الاحترام» والبعض قال «الخوف السبيل الأكيد لفرض الاحترام» والبعض اتفق معي بأن للخوف مصطلحا خاصا وللاحترام تعريفا خاصا، قد يتشابهان لدرجة عظيمة وتدرك الفرق بينهما إن غاب من نخشاه.
فإن سألتني كيف ذلك سأجيب بمثال ليوضح لك الصورة فيسهل فهم المعنى: الاحترام يفرض عليك الالتزام بالقوانين المرورية سواء كان هناك رجل مرور أو كاميرات أو كان الطريق خاليا من كليهما، الطالب في الفصل الاحترام سيجعله منضبط السلوك سواء كان المعلم موجودا أو تأخر لسبب ما سواء كان المعلم متساهلا أو حازما أو معتدلا، الاحترام سيجعل الموظف يقوم بعمله على أكمل وجه سواء كان مديره حاضرا أو غائبا، الاحترام سيجعل الأبناء يتوجهون للنوم في الساعة المحددة سواء تواجد الأبوان في المنزل أو لا.
الاحترام بذاته قانون سلوكي يجعل لكل شيء حتى الذي لا يخضع لقانون قوانين بينما الخوف يجعل القوانين غير فعالة وتفعل فقط إن وجد من نخافه، فالطالب الملتزم بقوانين الفصل بسبب خوفه من العقاب بمجرد غياب المعلم سيختل سلوكه والسائق الخائف من المخالفات إن لم ير من يرصدها سيتجاوز القوانين والموظف الذي يخشى الخصم أو وجود المدير قد يتساهل في عمله إلى حد التقصير، والأبناء إذا غاب الآباء لن يطبقوا القوانين.
لذا أرى أن الاحترام سلوك يجب أن تنشأ عليه الأجيال فمع تطور العالم السريع وانفتاحه على كل المعايير قد تضيع خرائط الإدراك ليس تعمدا بل لأسباب كثيرة وأرى التخويف سلوكا يجب أن يحجم إلى مقدار معقول فمع تطور المفاهيم المصنعة سيحضر الخوف فقط إن كان هناك مثير ثم سيتلاشى مع غيابه.
أثق أن بناء جيل يحترم ذاته أولا وأخلاقياته وعاداته وتقاليده فيه خير كثير سيعود أثره على الفرد والمجتمع، بقانون الاحترام سيكون كل إنسان رقيبا على ذاته وستكون مخرجات سلوكه وعمله ورسالته في الحياة ذات جودة عالية، هذا القانون السلوكي آثاره عميقة جدا ومن أجمل مميزاته أنه يسن قوانين لما لا قانون له دون مطالبات أو موافقات ولا تسميات.
مؤثر
إن أردت أن تعمر طوق نجاة لأبنائك وتؤمن مستقبلهم ربهم على احترام دينهم والرغبة في ثوابه وليس على الخوف من عقابه.