اليوم - د. نورهان عباس

اعتبرت صحيفة لوس أنجلوس تايمز الأمريكية، أن المملكة تسرع من عمليات تطويرها لكافة القطاعات، في استشراف لمستقبل واعد للبلاد؛ إذ تستمر بالنمو في ظل التغيرات التي تطرأ على الاقتصاد العالمي، وتقود طفرة تشييد البناء في منطقة الشرق الأوسط، بفضل ما تبنيه من مشروعات عملاقة؛ مما يرسخ مكانة السعودية كقوة إنشائية عظمى.

وذكرت الصحيفة، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة «اليوم» أبرز ما جاء فيه، أن المملكة تولي اهتمامًا كبيرًا للمشروعات العملاقة، بغية تحويل وجه المدن الكبرى إلى مناطق عالمية متقدمة في أسرع وقت، إذ تعمل الرافعات ليل نهار للانتهاء من برج جدة العملاق، على سبيل المثال، الذي يظهر من بعيد كمركبة فضاء.

جدة منطقة تجارية نابضة بالحياة

وتُعدّ عمليات الإنشاء الضخمة في البرج، الذي لا يزال قيد الإنشاء بارتفاعه البالغ 826 قدمًا، وغيره من المشروعات، مؤشرًا على ريادة ثاني أكبر مدينة في المملكة.

وقالت الصحيفة: «تُعد جدة منطقة تجارية نابضة بالحياة، ولذلك يراها المخططون في الرياض والمدن السعودية الأخرى، على أنها مصدر طاقة أساسي لنهضة الاقتصاد الوطني».

تحويل وجه المدن الكبرى إلى مناطق عالمية متقدمة - اليوم

نشاط معماري واعد

إلى جانب ذلك، فعدد سكان المملكة البالغ 36 مليون نسمة يبشر بنشاط معماري واعد، إذ تطلق المملكة مشاريع تنموية ضخمة ضمن عشرات المخططات التي تقول إنها ستعيد تشكيل اقتصاد البلاد، وترسخ مكانتها كقوة تجارية عظمى في المنطقة، وتعزز صعود مدنها إلى مكانة عالمية.

ومع زيادة نشاط صندوق الاستثمارات العامة السيادي القوي البالغ 600 مليار دولار، فإن المملكة عازمة على التفوق إقليميًا وعالميًا.

وفي 2017 أعلنت المملكة عن مشروع نيوم الرائد، الذي يشتمل على مدينة ضخمة بحجم ماساتشوساتس في أمريكا، ويجري بناؤها في شمال غرب المملكة.

برج جدة يناطح عنان السماء - مشاع إبداعي

120 مليون مسافر بحلول 2030

وتخطط السعودية أيضًا لإقامة مطار الملك سلمان، الذي من المفترض أن يستوعب 120 مليون مسافر بحلول 2030.

ومن المتوقع أن يتم تنفيذ المزيد مما ينطبق عليه وصف «المشروعات العملاقة»، ووفقًا لمجموعة ميدل إيست إيكونوميك دايجست، فقد تصدّرت المملكة هذا العام قطاع الإنشاءات في الشرق الأوسط بحصولها على 35٪ من العقود من حيث القيمة.

وقال جون بيرونتو، مدير شركة «ثورنتون توماسيتي»: «المشروعات العاملة في المملكة، تُعدّ تطورًا كبيرًا ومحفزًا نحو اقتصاد جديد بحلول 2030».

ويقول محللون إن المملكة تواصل عملياتها التطويرية، وتستثمر في تحسين البنية التحتية في جدة وأنحاء متفرقة من المملكة، ليدعم ذلك التحولات الكبيرة في البلاد، التي تسعى لتكون مركزًا إقليميًا متعددًا ومتنوع الاقتصاد، إلى جانب ما تتمتع به من احتياطيات النفط.

ونما الاقتصاد السعودي بنسبة 8.8% خلال الربع الثالث من العام الماضي، مقارنة بالفترة نفسها من 2021، وفق تقديرات رسمية من الهيئة العامة للإحصاء.

ومن المتوقع أن تزيح السعودية الهند من قمة الاقتصادات الأعلى نموًا في العالم خلال العام الحالي، بنمو يصل إلى 7.6 % لتصبح المملكة في المركز الأول عالميًا من حيث النمو الاقتصادي، وفقًا لوكالة «بلومبرج».