دخل الفنان التشكيلي العماني فهد المعمري، عالم الفن عبر دراسته الأكاديمية، المدعومة بموهبته، لينتج العديد من اللوحات بخامة الألوان المائية، التي يملك اهتمامًا خاصًا بها أكثر من بقية الأشكال الأخرى في الرسم والإبداع.
يقول الفنان العماني: أعتبر نفسي فنانًا مجربًا لجميع الخامات اللونية، بما فيها الرقمية، ولكن لامست روحي الألوان المائية، وذلك من أول إنتاج لي، وخلال دراستي الأكاديمية، دائمًا ما كنت أتساءل حول شفافية هذا اللون وما يميزه عن بقية الألوان.
انتشار محدود للألوان المائية
يشير الفنان التشكيلي العماني فهد المعمري إلى عدم انتشار استخدام الألوان المائية في الشرق الأوسط على وجه التحديد، ويعود ذلك لتاريخ الألوان المائية، والتي كانت بدايتها في الصين ولاقت انتشارُا في شرق آسيا.
كما تم تناولها، أيضًا، في عصر النهضة الأوروبية، وتطويرها، وعند العودة للتاريخ لا نرى لها انتشارًا في الشرق الأوسط والوطن العربي.
يوضح العمري، أن انتشار هذه الألوان في تلك الدول، بسبب إنتاج الكثير من الأدوات المرافقة لها من أوراق وخامات وغيرها، وهو ما ساعد في تثبيت وانتشار هذ اللون بشكل واسع، وقلما نجد هذه الأدوات في الوطن العربي.
وأضاف: وسائل التواصل الاجتماعي، أتاحت انتشار هذه الخامة بشكل واسع، كما يتم تداولها بشكل جيد، ولكن يبقى انتشارها خجولًا، مقارنة ببقية الخامات مثل الأكريليك والزيتية.
اللوحة تعكس بيئة الفنان
يرى الفنان التشكيلي العماني فهد المعمري، أن البيئة المحيطة للفنان هي المرآة الحقيقة له دون تصنع، فحينما يتأثر الفنان بأجواء طبيعية أو اجتماعية أو سياسية أو غيرها، وتكون هذه الأجواء محيطة به، فسنجد تلقائية الفنان التي تعكس روحه ومدى ارتباطه بالمكان والزمان والأحداث المتداولة آنذاك.
يضيف: بالنسبة لي أركز في بيئتي؛ كوني أعيش في بيئة تسمح بالتعاطي والتفاعل بشكل كبير، وتشمل عناصرها النخيل وزقاق البيوت والجبال وغيرها من العناصر المنتشرة في السلطنة.
ويؤكد: لا بد للفنان أن يعكس تراث بلده بشكل كبير، لأن هذا التراث جزء لا يتجزأ من شخصيته، فالفنان العماني حينما يعرض أعماله في لندن، مثلًا، سوف ينقل هذه الحضارة ليتعرف عليها الكثير من الناس، وهكذا الحال في بقية دول العالم.
وشدد على أهمية أن يمارس الفنان دور الموثق في أعماله، لنقل هذه الحضارة بطريقته وأسلوبه واستخدام المفردات والعناصر الفنية الموجودة في اللوحة.
الحراك الفني التشكيلي
حول المشهد الفني في سلطنة عمان، يوضح الفنان التشكيلي العماني فهد المعمري، أن هناك حراكًا في التشكيل والـمكس ميديا إضافة للرسم والتصوير، كما أن هناك حراكًا آخر انتشر، في الآونة الأخيرة، وهو الأعمال النحتية والخزف.
وقال: هذا الانتشار مصحوب أحيانًا بالدعم المادي والمعنوي، كما أن المجتمع اصبح مشاركًا للفنان أينما وج، سواءً بأفكاره أو نشر معلومات عنه أو نشر ثقافة عميقة حول الفن وماهيته.
وأكد أن الحراك الفني في المملكة العربية السعودية، لا يختلف كثيرًا عن بقية الدول، وهو حراك فعلي مدعوم بقوانين وقرارات من الدولة تدعم الأعمال الفنية والفنان السعودي، وهناك نظرة مستقبلة لدعم الفن بكافة أشكاله، في المملكة.
معرض شخصي في الدمام
يقول الفنان التشكيلي العماني فهد المعمري: حرصت كل الحرص أن أعرض تجربتي الفنية في المملكة، لما شاهدته من انتشار واسع للفن، واحتضان حقيقي من جميع الجوانب للفنان التشكيلي.
ويضيف: أقمت معرضًا شخصيًا في جمعية الثقافة والفنون بالدمام بعنوان تكوير، يضم تجارب فتية قائمة على مسمى التكوير وهي تجربة عملت عليها منذ 2019، وخرجت منها ب32 عملًا، نالت استحسان الزوار.