شدَّدت الحكومة اليمنية على ضرورة إدراج الميليشيات الحوثية في قائمة مجلس الأمن «الإرهابية» كوسيلة ضغط للعودة إلى مسار السلام والعملية السياسية.
وقالت في بيانها إلى الجلسة المفتوحة لمجلس الأمن الدولي، الذي ألقاه مندوب اليمن الدائم لدى الأمم المتحدة، السفير عبد الله السعدي، من الضروري انتقال مجلس الأمن والمجتمع الدولي من إدانة الأعمال الإرهابية التي ارتكبتها وترتكبها الميليشيات الحوثية وتحويلها البلد إلى نقطة انطلاق لتهديد أمن المنطقة والعالم، إلى العمل الجماعي لردعها.
جهود إرساء السلام في اليمن
السفير السعدي لفت إلى أن هذا يأتي من خلال إدراج الميليشيات الحوثية في قائمة مجلس الأمن للجماعة الإرهابية كوسيلة ضغط للعودة إلى مسار السلام والعملية السياسية، خصوصًا أن قرار مجلس الأمن رقم 2664 (2022) قد ضمن إزاحة أي مصادر قلق متصلة بإيصال المساعدات الإنسانية.
وجدّدت اليمن التأكيد على تمسّك مجلس القيادة الرئاسي بخيار السلام ودعم جهود الأمم المتحدة لإنهاء الصراع وتحقيق السلام المستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي في اليمن، وهي المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية، ومخرجات الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن وعلى رأسها القرار 2216.
تدخّلات إيران في اليمن
أشار السعدي إلى أن كل جهود المجلس والأمم المتحدة ستظل بعيدة المنال طالما استمر تدخّل النظام الإيراني المارق في شؤون بلاده الداخلية بمواصلة دعم ميليشيا الحوثي الإرهابية لإطالة أمد الحرب وإزهاق أرواح آلاف اليمنيين وتعريض السلم والأمن الإقليمي والدولي للخطر.
وقال: يواصل النظام الإيراني عمليات نقل الأسلحة والتكنولوجيا العسكرية من صواريخ باليستية وطائرات مسيرة للميليشيات الحوثية، في انتهاك سافر للقرارات الدولية وفي مقدمتها قرارا مجلس الأمن رقم 2216 (2015)، و2624 (2022).
إرهاب مليشيا الحوثي في اليمن
اعتبر السفير اليمني اعتراض مجموعة من السفن التي تحمل الأسلحة الإيرانية المتجهة إلى بلاده منذ انتهاء الهدنة، كانت في طريقها للميليشيات الحوثية، تأكيدًا على تصعيد نظام طهران عمليات تهريب الأسلحة تحضيرًا لجولة جديدة من الصراع في البلاد.
وتابع: عليه ندعو المجلس الموقر لتحمّل مسؤولياته في صيانة السلم والأمن الدوليين ووقف هذا السلوك المدمر الذي يهدف من خلاله نظام طهران إلى الهروب من الاستحقاقات الداخلية، وتلبية مطالب شعبه إلى زعزعة أمن واستقرار المنطقة من خلال دعم الميليشيات الإرهابية.
تصعيد مليشيا الحوثي في اليمن
وأشار سفير اليمن إلى أن التصعيد الحوثي يأتي بالرغم من مواصلة مجلس القيادة الرئاسي إبداء المرونة المطلقة للتخفيف من المعاناة الإنسانية من خلال استمرار تيسير الرحلات التجارية من وإلى مطار صنعاء، وتمكين سفن الوقود من الوصول إلى ميناء الحديدة، في وقت رفضت فيه الميليشيات الحوثية تجديد وتوسيع الهدنة التي كانت تهدف للتخفيف من المعاناة الإنسانية لأبناء الشعب اليمني.
وقال: «تقدّر حكومة بلادي الصوت الموحّد للمجلس في إدانة الهجوم الإرهابي الحوثي في 21 أكتوبر الماضي، لكن البيانات لم تعُد تكفي ولا بد من إظهار التزام أكبر تجاه السلام في اليمن من خلال استخدام كافة أدوات الضغط على الميليشيات الإرهابية والنظام الإيراني الداعم لها».
أجندة الحوثي في اليمن
استطرد السعدي أمام جلسة المجلس «السلام لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلى عن خيار الحرب ويؤمن بالحقوق المتساوية لكافة أبناء الشعب اليمني، ويتخلى عن العنف كوسيلة لفرض أجنداته السياسية»، مشيرًا إلى أن تجارب الحكومة الكثيرة مع هذه الميليشيات وآخرها جهود الهدنة الأممية تثبت للعالم وبالدليل القاطع ما حذرت منه الحكومة اليمنية مرارًا وتكرارًا.
وختم بالقول: إن الميليشيات الحوثية لا تملك للأسف أي رغبة في السلام، وإنما تعمل على استغلال جهود الأمم المتحدة كغطاء لممارسة سلوكها الإرهابي بحق المدنيين والمنشآت المدنية في اليمن والمنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية والتهرب من أي استحقاقات ضمن جهود السلام.