د ب أ - دافوس

هيمنت الحرب في أوكرانيا على جدول أعمال القادة السياسيين ورؤساء الشركات في المنتدى الاقتصادي العالمي أمس الثلاثاء، فيما واصل مسؤولون كبار من كييف، من بينهم السيدة الأولى أولينا زيلينسكا، الضغط على الحلفاء الغربيين من أجل المزيد من الأسلحة والاستثمارات.

وألقت زيلينسكا كلمة مؤثرة أمام اجتماع النخبة من القادة السياسيين ورجال الأعمال في دافوس، في محاولة من جانبها إلى حشد الدعم خلف بلادها في ظل الحرب الروسية عليها، والتي بدأت قبل حوالي 11 شهرًا.

أوضحت زيلينسكا من فوق منصة دافوس، أن الغزو الروسي غير المبرر صدم العائلات في أنحاء البلاد، ودعت جمهور المنتدى الاقتصادي العالمي إلى تصور الحرب من خلال عيون من تحولت حياتهم إلى فوضى.

وقالت عن الخسائر التي خلفتها الحرب على المواطن الأوكراني العادي: تخيلوا مشهد والدين يبكيان داخل وحدة العناية المركزة، بينما يكافح الأطباء من أجل حياة طفلهما المصاب، أو المزارع الذي لا يستطيع العودة إلى العمل في الأرض بسبب خطر الألغام.

ولفتت إلى الضربة التي شنتها روسيا أخيرًا على مبنى سكني في مدينة دنيبرو وسط أوكرانيا وأسفرت عن مقتل اكثر من 40 شخصًا، قائلة: كل شئ مباح بالنسبة لروسيا، وإن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يهدد باجتياح حدود خارج أوكرانيا.

الرئيس البولندي: الأسلحة أهم عنصر في هذه المهمة

شدد الرئيس البولندي أندريه دودا على أنه يتعين على حلفاء أوكرانيا الأوروبيين تسريع إمدادها بالأسلحة، بما في ذلك الدبابات، وقال: هناك رسالة واحدة: أسلحة، أسلحة، ومجددًا أسلحة، هذا أهم عنصر في هذه المهمة.

وناشد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الذي من المقرر أن يلقي كلمة أمام المنتدى اليوم الأربعاء، حلفاءه الحصول على مزيد من الأسلحة، بما في ذلك دبابات ليوبارد المُصنّعة في ألمانيا، إذ تمثل أهمية لاستعادة الأراضي التي تسيطر عليها روسيا.

ويعد خطاب المستشار الألماني اليوم من أهم الأعمال المنتظرة على جدول الأعمال، والخطاب الوحيد الذي سيدلي به أحد قادة مجموعة الدول السبع الصناعية الكبرى.

وقالت النائبة الأولى لرئيس الوزراء الأوكراني يوليا سفيريدنكو إن كييف تحتاج إلى جميع الأسلحة المتاحة لإخراج روسيا من أراضينا، لكن الدعم العسكري وحده لن يجعل أوكرانيا متعافية مجددًا.

وطرحت فكرتها أمام الشركات الدولية للقيام بدورها، وطالبتهم بالمجيء إلى أوكرانيا والمشاركة في تعافينا إما من خلال الاستثمارات المباشرة أو تسهيل المساعدة للشركات الأوكرانية.

وذكرت سفيريدنكو أن هناك 7 ملايين أوكراني يقيمون بالخارج، الأغلبية الساحقة منهم ترغب في العودة إلى الوطن والتمكن من العثور على وظيفة.

النجاة خلال الشتاء الأمر الأهم الآن

قال أوليكسي تشيرنيشوف، رئيس شركة الطاقة الوطنية الأوكرانية نافتوجاز، أن جذب المستثمرين ضروري على المدى الطويل، لكن المهمة قصيرة الأجل هي النجاة خلال الشتاء.

أما رئيس المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين فقالت خلال المنتدى إنه لن يكون هناك فتور في دعم الاتحاد الأوروبي لأوكرانيا، وأوضحت أن الاتحاد الأوروبي مشارك طالما يتطلب الأمر ذلك، وسيقف بجانب أصدقائه الأوكرانيين.

وأشارت إلى أن تقديم أول دفعة بقيمة 3 مليارات يورو 3.2 مليار دولار من حزمة الدعم المخصصة لأوكرانيا التي تقدر بـ18 مليار يورو يوم الثلاثاء، ما يعد رسالة قوية من أجل دعم الاستقرار المالي في أوكرانيا.

وجددت رئيس المفوضية الالتزام بمساعدة الاتحاد الأوروبي في استعادة أنظمة الطاقة والتدفئة والمياه الأوكرانية، والمساعدة في إعادة البناء طويل الأمد للبلاد.

كان رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميهال قد صرح الشهر الماضي بأنه يجب أن يتوقع الأوكرانيون انقطاعات للكهرباء طوال فصل الشتاء، جراءالهجمات الروسية، مشيرًا أيضا إلى تضرر قطاع المياه، لأن نحو 40% من أنظمة شبكات الضغط العالي تضررت بدرجات مختلفة.