lailasaad07@
بعد أن استمتعنا بقضاء عطلة شتوية قصيرة، حيث حرص الكثير على حضور اللقاءات العائلية والتجمعات مع الأصحاب والأحباب، أو حصل على شرف دعوت أهله أو أصحابه، لقد رأينا العوائل في المخيمات، وعلى الشواطئ أو في المتنزهات والحدائق، وكم كانت مكتظة بهذه التجمعات المباركة، سمعنا ضحكات الصغار، وانتقلت في الأجواء أحاديث الكبار، وامتزج كل ذلك مع أنغام وزغاريد الأفراح، لكل هذه الأوقات الجميلة الرائعة والثمينة، ولكل مَن ساهم في تحقيقها باذلًا الجهد والمال والوقت والمشاعر؛ طلبًا للأجر من الله أولًا وأخيرًا، ومن ثم رغبةً في التواصل، وتقوية أواصر الأخوة وصلة الرحم، هنا يأتي واجبنا أولًا من خلال تلبية الدعوة والمشاركة، وثانيًا وبعد الانتهاء منها، نقوم بأداء واجبنا، ألا وهو أن نقول: شكرًا لهم؛ لأنهم تذكَّرونا، ولم ينسونا، وشكرًا لهم؛ لأنهم خلقوا فرصة ووقتًا لجمع الأحبة.
هذه التجمعات، سواء كنت مدعوًّا أو كنت مساهمًا (قطية)، فلابد أن يكون هناك جنود، هم مَن كانوا خلف كل هذه الترتيبات؛ لذلك الشكر هنا واجب علينا نحوهم، فإن التعبير عن تقديرنا، من خلال بضع كلمات، كرسالة شكر، طريقة مهمة لإظهار امتناننا للأشخاص، وكرمهم ووقتهم وجهودهم.
وعلى الرغم من أننا ربما قد أظهرنا شكرنا وامتناننا وتقديرنا أثناء الاجتماع، إلا أن إرسال ملاحظة الشكر في مجموعات التواصل الاجتماعي هي بمثابة وسيلة لتذكير الآخرين باهتمام ولطف مَن قام بهذا الجهد.
إن ملاحظة الشكر التي سنرسلها، والتى يمكن أن تتحوَّل لكرة الثلج من كلمات وعبارات الشكر والتقدير؛ لأن الجميع سيشارك، وكلٌّ سيُثني على شيء ما.
أنا شخصيًّا أحب أن أتذكر شيئًا أسعدني، أو فريدًا لمسته في هذا التجمّع قبل أن أرسل ملاحظة الشكر.
من الضروري معرفة متى نرسل ملاحظات الشكر، وغالبًا ما تكون في غضون ٢٤- ٤٨ ساعة، بعد الانتهاء من التجمّع، كذلك هناك أشياء علينا وضعها في الاعتبار، وهي الاختصار والصدق، ونحاول ألا تكون ملاحظاتنا قصًّا ولصقًا حتى تؤتي الكلمات ثمارها.
إن لإرسال ملاحظة الشكر بعد حضور المناسبات العائلية أو الاجتماعية فوائد، وأكبر فائدة منها هي أنك ستكون قدوة للباقين، في المبادرة الطيبة، وكذلك تظهر مدى رقيّك، وأنك تمتلك مهارات تواصل اجتماعية جيدة.
حسنًا، صدِّق أو لا تصدِّق، يتم إرسال ملاحظات الشكر في العديد من المناسبات، بالنسبة لي هي بديل عن الهدايا؛ لأن الهدايا هي لمناسبات معيّنة!
ملاحظات الشكر ليست مجرد إجراء شكلي، إنها فرصة للتعبير عن الامتنان العميق، وفي بعض الأحيان يمكن أن تُغيّر أو تُعدّل انطباعًا خاطئًا قد خُلق عنّا.
نصيحتي.. لا تستصغر المناسبة أبدًا، ولا تقلل من شأن المكان أو الطعام في تلك المناسبة لتظهر امتنانك وتقديرك؛ لذلك سأقول.. أنا وأنت وجميعنا: شكرًا لكل مَن ساهم، شكرًا للأمهات، شكرًا للآباء.. شكرًا للأخوات والإخوة، شكرًا للعاملات، وشكرًا للسائقين، شكرًا لمَن استقبلنا في مجلس بيته، شكرًا لمَن أرسل لنا طبقًا لذيذًا، وشكرًا لمَن أرسل لنا تذكارًا من رحلته.
وسنقول غدًا: الحمد لله.. فعلًا كانت إجازة شتوية رائعة. إنها أشياء صغيرة، ولكن أثرها كبير، فهي تندرج تحت مسمى إدخال السرور على الآخرين، سواء كنا ضيوفًا أو مضيفين أو مشاركين؛ لذلك لنكن من الذين يدخلون السرور على الآخرين.