عبدالله الحوطي

@abdullahoty

الوعي هو أحد عناصر الذكاء العاطفي، وهو عامل هام جدًّا من شأنه أن يُبعد المخاطر أو أن يخفف منها، كما أن بالوعي نستطيع أن نقتنص الفرص، والتعامل معها، وبالتالي التفوق على المنافسين، وتحقيق رؤية ورسالة وأهداف المنظمة، ولأن ريادة الأعمال هي من الروافد القوية التي تساهم بشكل كبير في تعزيز المحتوى المحلي، وتدعم المواهب، وتحافظ عليها، كما أنها تعزز التنافسية التي ينتج عنها الإبداع والابتكار، وتنوُّع المنتجات والخدمات بما يخدم توجهات الاقتصاد، وأيضًا المواطن والمقيم على حد سواء.

الكاتب هارلود ويلش، المتخصص في ريادة الأعمال، ذكر في كتابه Entrepreneurship:The Way Ahead (الطريق إلى الأمام في ريادة الأعمال) خمسة أسباب تهدد نجاح المشاريع، وبالطبع تهدد نجاح رواد الأعمال، وتعيق وصولهم إلى أهدافهم وطموحاتهم، وأول تلك الأسباب هو ادعاء أسباب خارجية للفشل، أي أسباب وهمية من رائد الأعمال ذاته، كأن يرمي بفشله تجاه الإجراءات الروتينية، أو تضييع وقته وتنظيم أولوياته على الازدحام في الطرق، وعدم اعترافه بالفشل، وأيضًا سيطرة الإحباط على عقله وقلبه، فيتوقف عن محاولة تدارك ما يمكن إدراكه حتى يصطدم بضياع الفرصة في العودة مرة أخرى إلى الطريق السليم؛ ليستسلم في نهاية الأمر، وتضيع مجهوداته سدى.

كما أشار الكاتب إلى سبب يعتبره من أهم الأسباب على الإطلاق، بل ويظن أنه أحد أكبر مسببات فشل المشاريع، وهو ضعف التخطيط، ولم يكن هارولد ويلش هو الوحيد الذي ذكر أن التخطيط السيئ أو عدم التخطيط هو سبب فشل المشاريع، بل العديد من الكتاب والخبراء ذكروا هذه النقطة.

وبشكلٍ مختصر، طالما لا يعرف أي شخص كيف يُخطط ليومه، فمن البديهي جدًّا ألا ينجح كرائد أعمال أو كقائد أو حتى مؤثر في عائلته ومجتمعه.

كما أورد الكتاب نقطة هامة أخرى، وهي عدم توافر المعلومات وقيل عن المعلومات أنها نفط المستقبل، ولذا كلما كان لدى رائد الأعمال معلومات أكثر عن السوق والعميل والإجراءات، فسيكون متمكنًا أكثر، والمعلومات أساس القرار؛ إذ لا قرار من غير معلومة، فإن كانت المعلومة ناقصة أو مكذوبة أو خاطئة فالقرار حتمًا سيكون خاطئًا، ولذا أنصح دائمًا بالبناء على معلومة صادقة وموثوقة؛ إذ لا يكفي أن يتحدث شخص ما، ولمجرد أنه صديق، أن أنقل عنه معلومة تخص مستقبلي في ريادة الأعمال أو أي قرار إستراتيجي آخر.

ومن أحد المسببات التي تساهم في إضعاف موقف رائد الأعمال واستمراره في السوق، يكمن في ضعف التوجيه بالسوق، ويقصد بذلك البوصلة والوجهة، حيث إنه لا توجد نقطة بداية واضحة أو خط سير للمؤسسة، وأين وكيف ستقوم بالتحرك؟ هل على المستوى المحلي أم الإقليمي؟ وهل الوقت حان للتوسع أم الاستقرار والتحفظ، وأيضًا لا يوجد مستهدف واضح بالنسبة للأرباح والتسعير والمواد والخدمات وغيرها!!

الفشل في التفويض هو أيضًا سبب ذكره ويلش، حيث يعتبره ضعفًا في القيادة، وفي اختيار الموارد البشرية (فريق العمل) الذي يختاره رائد الأعمال في مشروعه، وقد عُرف التفويض على أنه نقل مهام القائد أو بعضها لأحد أفراد الفريق، ويفترض أن ذلك المرشح للتفويض على القيادة هو مَن يمتلك الخبرة والقدرة في آنٍ واحد؛ إذ إنه يستطيع أن يمثل رائد الأعمال والمؤسسة بما يخدم مصالحها وأهدافها، ويكاد هذا العنصر يكون ذا التأثير الأبرز على الإطلاق؛ لأنه يتضمن التخطيط والقرار والتوجيه في آن واحد.

الاستعداد الجيد لرائد الأعمال يعني أن تكون لديه الجاهزية في جميع الجوانب، وأن تكون لديه اليقظة الكاملة بما يواجهه من تحديات، سواء على صعيد السوق أو من ذاته وأفراد فريقه، وألا يدع مثل تلك الأسباب تتسبب في خسارته على الصعيد المادي والنفسي والاجتماعي؛ إذ بيده الحل والربط والقرار.