اليوم - ترجمة: إسلام فرج

قالت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية إن تصديق أكاذيب حركة «طالبان» الأفغانية يجرّد الجميع من الأمان.

وبحسب مقال لـ «فوزية كوفي»، النائبة السابقة في البرلمان الأفغاني، قبل إعادة السيطرة على أفغانستان في أغسطس2021، وعدت طالبان بحماية حقوق المرأة، إلى جانب تعهّدات أخرى بالاعتدال تهدف إلى تخفيف مخاوف العالم وتمهيد الطريق لانسحاب آخر القوات الأجنبية التي تقف في طريقها.

حرمان النساء من حقوقهن في أفغانستان

أضافت كوفي: لكن منذ ذلك الحين، أصدرت الحركة عشرات المراسيم لحرمان النساء من حقوق الإنسان الأساسية، بما في ذلك الشهر الماضي منعهن من الالتحاق بالجامعات.

وأردفت: ينبغي أن يكون واضحًا تمامًا الآن أن المجتمع الدولي قد تعرض للاحتيال، أعاد قادة طالبان تأسيس نظامهم المتطرف والفصل العنصري بين الجنسين، مما أدى إلى عكس مسار التقدم الاجتماعي الذي تحقق على مدى العقدين الماضيين.

واستطردت: مع ذلك، لا يزال المجتمع الدولي، بما في ذلك الولايات المتحدة، متمسكًا بسذاجة مغالطة طالبان الأخرى، وهي أنها ستقضي على فرع تنظيم داعش في أفغانستان، وحافظ على اتصالات سياسية وأمنية مع الحركة.

حكم طالبان لأفغانستان

وأشارت إلى أن ذلك بمثابة خطأ فادح في قراءة الواقع، وهو في الواقع يزيد من التهديد الأمني طويل المدى للولايات المتحدة والعالم.

وتابعت: يربي قادة طالبان الآن جيل جديد من الإرهابيين العنيفين، لقد استولوا على النظام المدرسي الأفغاني، ووضعوا مناهج جديدة لتلقين الأطفال أيديولوجيتهم، التي تؤيد العنف لتعزيز أهداف الحركة.

وبحسب الكاتبة، ستؤدي الاحتكاكات المتزايدة داخل طالبان إلى جعل المزيد من التطرف وعدم الاستقرار أمرًا حتميًا حيث تتصارع الفصائل على الإيديولوجيا وتوزيع الموارد.

فتيات أفغانيات يطالبن بحقهن في التعليم والعمل - نيويورك تايمز

داعش وطالبان

الكاتبة أضافت: يزعم قادة التنظيم أنه بينما يسعى تنظيم داعش إلى إقامة دولة عابرة للحدود، فإن تطلعات طالبان تقتصر على أفغانستان.

وأشارت إلى أنه مع ذلك، شنت حركة طالبان الباكستانية هجمات مكثفة عبر الحدود، ووسعت داعش عملياتها على الأراضي الأفغانية منذ أن سيطرت طالبان عليها ولا تزال تشكل تهديدًا قاتلًا.

ومضت تقول: بصفتي أول نائبة لرئيس البرلمان الأفغاني، كنت من بين ممثلي بلدي في محادثات السلام مع طالبان في الدوحة عام 2021.

ولفتت إلى أن وفد طالبان وعد بقطع جميع العلاقات مع القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى، وتشكيل حكومة شاملة والامتناع عن تهديد الدول الأخرى.

تهديد النساء في أفغانستان

وتابعت: خلال أحد الاجتماعات، نظر أعضاء طالبان في عيني وأعلنوا أنه سيُسمح للنساء بالمشاركة في الأعمال التجارية وجميع أنواع الحياة الاجتماعية والسياسية، وأن يصبحن وزيرات في الحكومة، حتى رئيسات الوزراء.

وأردفت: بدلاً من ذلك، فإنهم يمحون النساء مرة أخرى، ويمنعونهن من السفر وحدهن في الأماكن العامة، أو البحث عن عمل، أو متابعة التعليم بعد الصف السادس.

وأشارت إلى أن التهديد الذي تواجهه النساء تأكد مرة أخرى هذا الأسبوع عندما أطلق النار على النائبة السابقة مرسال نابيزادا.

وأردفت: على الرغم من وعود طالبان، تبين أن زعيم القاعدة أيمن الظواهري، أحد رعاة هجمات 11 سبتمبر 2001، يعيش في كابول، حيث قتل العام الماضي في هجوم بطائرة مسيرة أمريكية.

عنصر بحركة طالبان في أحد شوارع العاصمة الأفغانية كابول - رويترز

حكم طالبان الفوضوي

وأكدت أن أفغانستان في ظل حكم طالبان الفوضوي تشهد كارثة إنسانية.

وتابعت: بقيادة الولايات المتحدة، التي استثمرت الكثير من الدماء والأموال في مساعدة الشعب الأفغاني على الخروج من هاوية طالبان طوال تلك السنوات الماضية، يجب على العالم أن يوقف أي اتصال آخر مع الحركة وأن يكثف التعامل مع جماعات المعارضة الأفغانية، وخاصة جماعات حقوق المرأة.

ودعت إلى إغلاق جميع مكاتب طالبان في الخارج، ومنع مسؤوليها من السفر إلى الخارج، وقطع جميع تدفقات الإيرادات الأجنبية المتبقية، بما في ذلك الدخل الناتج عن تهريب المخدرات الذي ساعدهم منذ فترة طويلة.

وتابعت: يجب على الهيئات القانونية مثل المحكمة الجنائية الدولية الشروع في التحقيقات في انتهاكات حقوق الإنسان في البلاد.

المساعدات الإنسانية في أفغانستان

ولفتت إلى أن مثل هذه الإجراءات لن تغير الأمور بين عشية وضحاها ويمكن أن تخاطر بالتعاون الهش مع طالبان اللازم لضمان استمرار الإمدادات من المساعدات الإنسانية الدولية التي تشتد الحاجة إليها.

وأضافت: مع ذلك، يجب بذل كل جهد لضمان عدم تأثر إمدادات المساعدات.

وختمت قائلة، لكن قادة طالبان يتمتعون حتى الآن بإحساس الإفلات من العقاب، يجب أن يشعروا بنفس الألم الذي يشعر به الشعب الأفغاني إلى أن يفوا بكل الوعود التي نكثوا بها.