أفكار وخواطر
هو واحد من رواد الجيل الثاني من كُتَّاب القصة القصيرة بالمملكة، وتتميز مجموعاته بالاقتراب من الواقع والالتصاق به، كما هو الحال في مجموعته الأولى «الساعة والنخلة»، حيث تبرز فيها سلسلة من المشاكل والأزمات الأسرية والحديث عن القرية بأسلوب لا يخلو من الوضوح والمكاشفة، فهو يهدي مجموعته تلك إلى كل «الذين ولدوا وليس في أفواههم ملاعق من ذهب»، وهو يشير بذلك إلى انتمائه الجذري والكامل لأولئك المكافحين المعتمدين على قدراتهم الذاتية وإرادتهم القوية، والكاتب واحد منهم إذا تفحّصنا سيرته العملية، وعدنا إلى تفاصيلها وجزئياتها، وتبدو الواقعية ماثلة في معظم إصداراته اللاحقة، لا سيما مجموعته «بعض الظن»، ومجموعته «العذاب الذي لا يموت»، ومجموعته الثالثة «ايقاعات للزمن الآتي».
ونجد في «بعض الظن» الأسلوب المباشر واستمرارية النهج الواقعي لمختلف الأحداث التي جاءت في تضاعيف المجموعة، فقد سخَّر الكاتب أدواته الوصفية والسردية والحوارية لتوضيح الفكرة وتأكيدها بطريقة ذكية، تمكن معها من بسط سطوة العناصر القصصية على ذهن القارئ، ورغم تحليق الفزيع خارج إطار الحواجز الزمانية والمكانية، إلا أنه يعود إلى واقعه دائمًا بما يفسّر انتماءه للأرض وتمسّكه بالجذور، وفي مجموعته «العذاب الذي لا يموت» ارتبط حبه للأرض بالكرامة وبإرادة المقاومة، ولعل المتأمل في مجموعاته كلها يخرج بنتيجة صائبة مفادها بأن الكاتب خرج من بوتقة رؤيته التقليدية لرؤية جديدة، ذات ارتباط وثيق بواقعه المتغير، وأخلص للقول إن الفزيع بمشروعه الإبداعي المتمثل في مجموعاته وصل إلى قمة الريادة في ممارسة هذا الفن الجميل ورسم انعطافة هامة في تطور القصة القصيرة بالمملكة.