تابع الملايين في منطقة الخليج وفي العالم العربي، بطولة كأس الخليج العربي، والعربية التي احتضنتها مدينة البصرة العراقية. ونعرف جميعاً أن الرياضة نشاط إنساني يثير متعة الناس، ويساعدهم في قضاء أوقات فيها ترفيه يرتبط بأمنياتي، وأماني أن يحقق الله الفوز كلا لفريقه، أو لمنتخب بلاده. في النهاية تحققت المتعة من هذه الدورة، واستمتع الناس بهذه البطولة، ولكن السياسة لم تكن بعيدة عن هذه الدورة، حيث قبل أن تبدأ الدورة الخامسة والعشرون لبطولة خليجي 25 فعالياتها، خيّم على أجواء المنطقة تصعيد وتجاذب سياسي إيراني عربي، فشاعت أقوال وصور واجتماعات تحدثت في جُلها عن أن هذه الدورة ستتخذ تميمة أو شعارًا أو صورة رمزية عبارة عن صور أشخاص جدليين سياسيين وعسكريين إيرانيين وغيرهم، هذه الأخبار كانت بمثابة مؤشر حذر وخطر لبعض الفرق التي ترفض بلدانها تسييس الرياضة، وترفض إقحام شخصيات جدلية وغير مشهود لها بالنزاهة والنظافة الكاملة من دماء الأبرياء في أن تتخذ كشعار، أو إشارة لهذه الدورة. واستطاع الجانب الرسمي العراقي تبديد هذه الشائعات والمخاوف، وسارت الأمور على ما يُرام، إلا أن الجانب المعطل، والمعرقل، والمخرّب في المنطقة ما يُسمى بالجمهورية الإسلامية في إيران، سعت إلى توجيه اللوم الذي يرتقي إلى درجة النقد لمسؤولين عراقيين رسميين وشعبيين لتسميتهم الدورة بدورة كأس الخليج العربي، وكان مصدر الاحتجاج على أن الخليج فارسي وليس عربيا، هذه العملية الشريرة كادت تفجر خليجي 25، لولا حكمة وصبر المسؤولين العراقيين، وسعيهم الحثيث لإنجاح هذه البطولة. إيران لم تكتفِ بذلك، بل سارعت بالشكوى لدى الاتحاد الدولي لكرة القدم محتجة على تسمية الخليج بالعربي، وقالت في خطوة ملفقة إن هذا الاحتجاج بناءً على رغبة الجماهير في إيران! قاتل الله السياسة عندما تتسلل إلى مناشط أخرى بهدف الإفساد، والتخريب. وما يمكن قوله بعد تلك الجهود الغريبة والخالية من الود تجاه الخليج العربي وأهله، سارت الأمور على ما يرام ونجح خليجي 25 ونجح الناس في العراق في البصرة الغالية وفي غيرها من المدن العراقية المجاورة في إظهار الوجه الحقيقي، واللسان الحقيقي، والهوى الحقيقي للعراقيين، والذي لم ولن يكون إلا عربياً خالصاً، ونستطيع كمراقبين أن نقول بثقة عالية إن كل المحاولات الإيرانية الشريرة التي كانت تهدف إلى تفجير هذه البطولة، باءت بالفشل الذريع، وبعبارة أخرى يمكن أن نقول: إيران لم ينجح أحد. آخر الأخبار حول دورة كأس الخليج العربي أنها ستقام في نسختها القادمة السادسة والعشرين في الكويت، ودولة الكويت حضنٌ آمن لهذه الدورة بالذات، حيث سبق أن نظمت دولة الكويت هذه البطولة أربع مرات منذ انطلاقها، والمعروف عن الكويت وأهلها الذوق، ودقة التنظيم، وكرم الضيافة في كل شيء، لذا هناك كثير من التفاؤل بتنظيم خليجي ستة وعشرين ناجح بكل المقاييس، والسؤال الذي يثور هنا، هو هل ستترك إيران عرب الخليج ورياضتهم ولقاءاتهم في حالها، أم أن التخريب، والشوشرة، والابتزاز، أصبحت قيمة إيرانية متأصلة؟ الموعد المعلن لانطلاقة خليجي ستة وعشرين ليس ببعيد، والنجاح في الرياضة كما في السياسة يحتاج صبرا، ومواقف حازمة في وجه مَن يعتقدون أن تغير موازين القوة الكاذبة يمكن أن يغير التاريخ، والجغرافيا.