مطلق العنزي يكتب:

الصحافة البريطانية تشتهر بأنها محترفة، وأرست مع الصحافة الأمريكية جواهر قواعد المهنية الصحفية وأخلاقياتها على مدى مئات السنين، وأصبحت مثالًا وقدوة حسنة للصحفيين في العالم، لكن قلاع الإعلام المهيبة تبدو في أحيان كثيرة، صاغرة، أمام بريق المال، والأيديولوجيا الفتاكة التي جعلت من الصحافة ميدانًا ناريًّا ساخنًا لحروب الصراعات السياسية، حتى أصبحت الأيديولوجيا آفة الصحافة، وإذا ما تمكَّن هذا الفيروس من مخيخ صحفي، يحوّله إلى أداة رجم متحيزة متهورة.

«الغارديان» البريطانية، صحيفة صنعت تاريخها الخاص، لكن تختطفها أيديولوجيا اليسار، وتخوض معاركها.

قبل أيام نشرت «الغارديان» تقريرًا مخجلًا ومضحكًا ومضللًا وكتب على مقاسات الليبرالية المتطرفة وحلفائها الحميمين، الإخوان والخلايا الصفوية.

وجاء في التقرير أن السعودية تجرّم مستخدمي «تويتر» و«واتساب». ومن هذا العنوان المثير أدركت أن التقرير موجَّه والصحفي «ملغوم»، وقابل للاستعمال. وفعلًا قرأت التقرير فاندهشت كيف تتصاغر صحيفة بحجم «الغارديان»، وتنشر تقريرًا دعائيًّا متحيزًا سقيمًا لا يحمل أي قيمة صحفية، موجّهة ووثائق لم تؤكد صحتها، ومصادر متحيّزة واستشهادات متحيزة وينتهك أبسط الأخلاقيات المهنية الصحفية.

وكتب التقرير بأسلوب تحريري خصيصًا لاستخدام مكائن الإخوان والصفويين وقطعان الليبرالية المتطرفة للترفيه عنهم، وللاستعمال الحزبي، وليس من أجل الرأي العام والتنوير، ولا دعم أية قضية حقوقية.

والمضحك أن التقرير يقتضي أن تسجن المملكة أغلب سكانها، فأغلب السعوديين يستخدمون تطبيق «واتساب»، ونصفهم تقريبًا يستخدم «تويتر».

ولو أني مسؤول إعلام لشجعت الصحف السعودية على ترجمة التقرير حرفيًّا، وأشدد على «حرفيًّا»، ونشره على نطاق واسع وفي كل منصة متاحة. والطلب من الغارديان الإكثار من هذا النوع من التقارير «المضروبة»!.

وخفت دهشتي؛ لأن كاتبة التقرير مراسلة الغارديان في واشنطن، لكنها، يا للعجب، متخصصة بالسعودية، فمعظم تقاريرها عن السعودية، وليس عن أمريكا. ولا أعلم لماذا تعيّن «الغارديان» مراسلة في واشنطن تختص بالشأن السعودي؟ ولم تعيّنها في السعودية أو دبي أو القاهرة أو على الأقل في لندن، وليس في الجهة الغربية من المحيط.!. لا بأس، كل شيء مباح وممكن في العقل الأيديولوجي.

وتر:

تختطف مكائن الظلام، شروق الشمس..

والصباح.. وأزهار الحقول..

ومراويد الكحل..

لتحيلها سمومًا ودخاخين حرائق.. ورمد في الجفون..

@malanzi3