تراجعت أسعار الشحن الدولي، بعد أكثر من عامين من الارتفاع الصاروخي في تكاليف سلاسل التوريد التي تعطلت بسبب الوباء، ويبدو أنها غرقت في الانهيارات السعرية، لتتراجع بذلك إلى مستوى أقل حتى من عتبة ما قبل الوباء، وهو ما دفع كثير من شركات الشحن إلى تكبد خسائر فادحة، وفق ما ذكر موقع هيلينك شيبينج نيوز المعني بنشاط الشحن العالمي.
وقال الموقع، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه: خلال فترة وباء فيروس كورونا، ارتفعت أسعار الشحن وسلاسل التوريد مع قلة المعروض من البضائع وانخفاض عمليات الانتاج، لكن مع عودة فتح البلدان لاقتصاداتها، وبدأ حركة الشحن في التعافي، بدأت الأسعار في الهبوط مجدداً والوصول لمرحلة ما من الاعتدال.
وما تسبب أيضاً في هبوط الأسعار في عمليات نقل البضائع البحرية على مستوى العالم، هو نشوب الحرب بين روسيا وأوكرانيا التي عرقلت شحن العديد من البضائع. وفي النصف الثاني من 2022، تضاءلت عمليات نقل البضائع في الحاويات وناقلات البضائع الحرة والسفن الخفيفة بنسبة 20٪ إلى 50٪، وفقًا لما يقوله المطلعون على القطاع.
انخفاض حجم البضائع
ومع انخفاض حجم البضائع، تقوم العديد من السفن بنقل كميات أقل من قدرتها الاستيعابية بينما يضطر البعض الآخر إلى البقاء في حالة رسو دون القيام بعمليات شحن. نتيجة لذلك؛ يجد الملاك أنفسهم يتكبدون خسائر فادحة بسبب توقف سفنهم.
وأدى انخفاض أسعار الشحن إلى توجيه ضربة لخدمات الشحن المباشر التي تم إطلاقها مؤخرًا من شاتوجرام في بنجلاديش إلى وجهات في أوروبا.
عراقيل أمام السفن
وقال ديدارل علام، مدير إحدى الشركات التي تدير 23 سفينة وترفع علم بنجلاديش، إنه سيصعب مواصلة العمل، إذا استمرت هكذا أوضاع.
وأعرب محمد جاهر، الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات عن مخاوف مماثلة. وصرح: شركات الشحن تعمل باستمرار على خفض أسعارها بسبب انخفاض حركة الشحن العالمية، إثر تداعيات الحرب الروسية الأوكرانية. وإذا استمر هذا الوضع، فلن يكون أمام الشركات خيار سوى إيقاف عمل السفن.
بينما قال عاملون آخرون في مجال الشحن إنهم يحاولون الاستمرار في العمل من خلال خفض أسعار الشحن وسط انخفاض الأحجام.
انخفاض أسعار الشحن
وانخفضت رسوم الشحن على الطرق البحرية بين أوروبا وأمريكا عبر موانئ إعادة الشحن بشكل كبير، حيث انخفض سعر الحاوية الواحدة على طريق شاتوجرام- أوروبا، إلى نطاق 1500-2000 دولار من 14000 إلى 16000 دولار في عام 2020، ما يمثل تراجع هائل في الأسعار، ويهدد الصناعة بشكل كبير. وانخفضت رسوم السفن الأمريكية من 16000 دولار إلى 3000 دولار.
أخيرًا، اعتبر العاملون في مجال النقل البحري أنه من الضروري توقف الحرب الروسية حتى يتعافى القطاع، حيث بدأت رسوم الشحن في الانخفاض من أعلى مستوياتها على الإطلاق بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، والتي أدت أيضًا إلى تباطؤ التجارة العالمية.
وأدى ذلك إلى انخفاض رسوم الشحن على السفن المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة بنسبة 60-70٪ مقارنة بمعدلات ما بعد الجائحة. ويقول المحللون إن حالة عدم الاستقرار هذه قد تستمر خلال العام الجاري، إذا لم تحدث انفراجة في الحرب أو أسواق الشحن العالمية.