أصبحت الأسواق الأمريكية شبه متأكدة من أن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيتخذ الشهر المقبل خطوة أخرى نحو إبطاء وتيرة زيادات أسعار الفائدة، وذلك بعد تراجع مستويات التضخم بصورة ملحوظة، وفق ما ذكرت شبكة سي إن بي سي الأمريكية، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه.
ويقول محللون في شركة سي إن إي، إن المؤشرات الاقتصادية، أشارت إلى احتمال بنسبة 94.3٪، بأن يرفع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بمقدار 0.25 نقطة مئوية خلال اجتماع الاحتياطي (البنك المركزي الأمريكي) الذي سيستمر ليومين وينتهي في الأول من فبراير.
وقال محللوا سي إن إي، إنه إذا استمر هذا الاتجاه، فسيأخذ معدل الاقتراض القياسي لبنك الاحتياطي الفيدرالي إلى نطاق مستهدف يبلغ 4.5٪ -4.75٪.
على الرغم من أن ترجيحات رفع أسعار الفائدة لم تتغير كثيرًا طوال الأسابيع الماضية، فقد ساعدت البيانات الاقتصادية في ترسيخ الفكرة القائلة بأنه بعد سلسلة من الارتفاعات العنيفة - أربع زيادات متتالية بمقدار ثلاثة أرباع نقطة في عام 2022- فإن بنك الاحتياطي الفيدرالي مستعد للوقوف على قدميه، وضغط الفرامل قليلًا لتهدئة الأسواق، لأن ما يحدث في أمريكا لا يبقى في أمريكا بل يؤثر على العالم بأسره.
مؤشر المنتجين
انخفض مؤشر أسعار المنتجين بنسبة 0.5٪ في ديسمبر، بينما تراجعت مبيعات التجزئة بنسبة 1.1٪، وكلاهما يشيران إلى أن زيادات الاحتياطي الفيدرالي تعمل على خفض التضخم وتباطؤ طلب المستهلكين.
علق أندرو هولينهورست، الاقتصادي في شركة سيتي جروب: غيرنا توقعاتنا لما يصدره اجتماع الفيدرالي في فبراير، من 50 نقطة أساس زيادة بواقع 25 نقطة أساس فقط، على الرغم من أننا نعتقد أن الأسواق يجب أن تستمر في وضع بعض الاحتمالات لإقرار زيادة أكبر.
وأضاف هولينهورست : مؤشر أسعار المنتجين الأكثر مرونة سينضم إلى أسعار المستهلكين الأبطأ وتضخم الأجور لدفع الاحتياطي الفيدرالي نحو إقرار زيادة قدرها 25 نقطة أساس.
في مصلحة لعالم
بينما يقول كورنر، الرئيس التنفيذي لبنك كريدي سويس :إن بيئة أسعار الفائدة المنخفضة المعتادة أفضل بكثير للعالم.
يأتي ذلك، فيما قال رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سانت لويس جيمس بولارد، إنه يفضل بقاء محافظي البنوك المركزية الأمريكية على مسار نقدي أكثر تشددًا.
ومع ذلك، قال باتريك هاركر، رئيس بنك الاحتياطي الفيدرالي في فيلادلفيا، إنه يدعم التباطؤ.
أضاف هاركر :أتوقع أننا سنرفع المعدلات عدة مرات أخرى هذا العام، على الرغم من ذلك، ففي رأيي.. ستكون الزيادات بمقدار 25 نقطة أساس مناسبة في اجتماع فبراير.
يتوقع المتداولون في سوق العقود الآجلة للأموال الفيدرالية أن يقوم البنك المركزي بدفع أسعار الفائدة إلى نطاق 4.75٪ -5٪ بحلول منتصف الصيف، ثم خفضها بمقدار نصف نقطة مئوية بحلول نهاية العام.
ومع ذلك، قدر مسؤولو الاحتياطي الفيدرالي في ديسمبر أن المعدل قد يتجاوز 5٪ هذا العام، مع احتمال عدم إجراء تخفيضات حتى 2024 على الأقل.