- الأيام تتوالى لا يوقف سيل تتابعها شيء، لا يهمها أن تتوقف أنت عند تاريخ معيّن في التقويم أو تقرر عدم قلب صفحته ليوم أو لسنين ستسترسل وستمضي تباعًا غير آبهٍ برغبتك في توقف الزمن مثلًا أو بنسيانك طبيعته المتغيرة.
- الأيام حزمة من ساعات ودقائق وثوانٍ تمضي بلحظات ومواقف وأحداث حصلت في حياتك لا يثني مضيّها وجهات نظرك أو أعمالك قد تعدلها نعم قد تدهورها ممكن قد تلبسها شيء من انفعالاتك ذاك حاصل، ولكن كالقطار هي ماضية بتقادم لا تقيدها محطات انتظار أو توقفها أنت مجبر على الصعود على متنها في رحلات متتابعة تبدأ صباحًا لتستأنف مسيرتها مساءً.
- قد تتوق لتنتظر فقط للحظات لتعاود قراءة ذاتك لتستجمع شتاتك، لكنها تذكّرك في كل حين عندما تتمهّل بأنها ستنطلق أسرع وستتجاوز في ذلك توقعاتك ستهمس لك أنني كفيلة بالتنقل بك من كان إلى سيكون في أيام قليلة، ستحضنك لن تفلتك حتى إن أردت أنت ذلك فهي واعية لأحوالك وتعي جيدًا تأثر حالك بمَن جاورك في محطات حياتك.
- لذا أقول لذاك الشاب المهموم صاحب القلب الحنون والنية الصافية ثق بأن الأيام ستجبرك جبرًا يليق بنقاء سريرتك لا يهم ما أحدثته من سوء اقتصر ضرره على ذاتك، لا يهم خذلان من اِأتمنتهم على أسرارك أو تجرّؤهم على الاستفراغ في آنية أطعموا فيها من حلالك، لا يهم إلا أن يبقى قلبك فتيًّا متسامحًا، فالمكر يمحق بأصحابه، ولو بعد حين وسوء المنطق يجرد أصحابه على غفلة من عباءة اللطف التي ارتدوها والكل غافلون.
- الزمن في محفظة الأيام كفيل بمعالجة الألم بأشكاله والحزن بأسبابه والخذلان بأحواله ولكن يتوجب عليك الارتقاء بذاتك وتجويدها وحفظها من أذى قد تجره عليها، يتوجب عليك أن تسابق لحظات الأيام في التصالح مع ما قد حدث وتتذكر «لو كان خير لبقى».
- في محطات الحياة المتتابعة التي لا تتوقف تصادف بشر، وتتعايش معهم لبرهة من الزمن فيحكون وتستمع ومع حكاياتهم تذكر نفسك بحديث مضمونه مسموع لتقول: سيمضي الزمن والزمن كفيل بأن يعالج حتى المستحيل.
* محطة:
غادر من كشف سرك وخان ودك وظن أنه اقتص منك وودعه بقولك «في أمرك محتسبا أفوّض الله».