أدار الندوة - أهوان الأسمري

أكد عدد من خريجي وخريجات الدفعة الأولى من برنامج «دبلوم المسؤولية الاجتماعية» اكتسابهم الكثير من المهارات والمعارف العلمية والعملية؛ للعمل في مجالات المسؤولية الاجتماعية.

هذا بجانب مساعدتهم في تحديد خطواتهم وأهدافهم المهنية نحو إحداث تغيير نوعي بالمنظمات التي يعملون بها، إضافة لتمكينهم من العمل على تصميم مبادرات وبرامج نوعية، للإسهام في تحقيق رؤية المملكة 2030، من خلال محور التنمية المستدامة.

ربط الدراسة الأكاديمية بالعمل والتطبيق

وكشفوا خلال «ندوة اليوم» عن حصول عدد من الخريجين على وظائف عن طريق إدارة المسؤولية الاجتماعية بفرع وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية بالمنطقة الشرقية، من خلال الدبلوم الذي أطلقه مجلس المنطقة الشرقية للمسؤولية الاجتماعية «ابصر»، العام الماضي، بالشراكة مع جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل.

وأكد خريج دبلوم المسؤولية الاجتماعية والموظف بنادي الاتفاق السعودي، هذلول البريك، أنه ممارس للمسؤولية الاجتماعية منذ عام 2018، وأوجد فارقًا كبيرًا بعد دراسته الدبلوم.

وقال إن مشروع تخرجه من الدبلوم الذي يتحدث عن ظاهرة الطلاق، جرى تنفيذه بالشراكة مع جمعية وئام بحكم أن لديها مستفيدات من المطلقات، وبحث أسباب الطلاق بالمجتمع، من خلال جمع 200 استبيان، ثم توصلت نتائج البحث إلى عدد من التوصيات للقضاء على هذه الظاهرة.

وأشار إلى أنه بعد دراسته الدبلوم أصبح لديه وعي بكيفية توحيد الجهود وربط الأفكار والمبادرات في مجال المسؤولية الاجتماعية مع أهداف الجهة التي يعمل بها، بأقل تكاليف وأكثر استدامة، وبدأ النادي في استقبال طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة في فرصة تطوعية تمكّنهم من الخوض في مجال المسؤولية الاجتماعية، من خلال تخطيطهم وتصميمهم برامج ومبادرات تصب في مجال المسؤولية الاجتماعية.

هذلول البريك - اليوم

وأوضح أن من التحديات التي تواجه المسؤولية الاجتماعية عدم توافق بعض الأفكار المطروحة مع أهداف المؤسسة التي يعمل بها الفرد، إضافة لعدم وجود أقسام خاصة بالمسؤولية الاجتماعية لدى شركات القطاع الخاص، موصيًا بضرورة تواجدها؛ لأنها تؤدي إلى تحسين الصورة الاجتماعية للجهة.

وقال إن مبادرة مركز الاتفاق للتأهيل، أطلقها نادي الاتفاق السعودي، وتهدف إلى تحقيق هدفين رئيسَين هما: استقبال اللاعبين المصابين الذين يمارسون رياضة كرة القدم في حدائق الأحياء، يتعرضون لبعض الإصابات، لتأهيلهم وإعادتهم لممارسة كرة القدم بشكل طبيعي.

تخطيط طرق وإشارات خاصة للمشاة بالمناطق القديمة

أشارت خريجة دبلوم المسؤولية الاجتماعية أروى الغامدي، إلى أنها استفادت من مهاراتها ومعارفها الأكاديمية التي اكتسبتها من خلال دراسة الدبلوم، وقامت بتطبيقها عمليًّا في مادة التدريب الميداني.

كما وقدّمت مبادرة تحت عنوان: «خطوة»، وهي تستهدف محافظة الجبيل، وتُعنى بحماية المشاة من أي أخطاء مرورية محتملة لتأمين المحيط الذي يعيش فيه الفرد وتخطيط طرق وإشارات خاصة للمشاة، وخاصةً بالمناطق القديمة بالمحافظة، وبحكم تطبيقها مادة التدريب الميداني في مجلس «أبصر»، فكان هو داعمها الأول، وتم رفع المبادرة من المجلس إلى بلدية الجبيل، وأفادت البلدية بأن هذه إحدى الخطط التطويرية التي تعمل عليها.

وأكدت أن من التحديات التي تواجه المسؤولية الاجتماعية، عدم الوعي في المجال ذاته، إضافة إلى أن كثيرًا من الجهات في القطاعات الثلاثة لا تتوافر لديها أقسام خاصة بالمسؤولية الاجتماعية.

مهارات تسويق المبادرات والبرامج المستدامة

من جانبها قالت خريجة دبلوم المسؤولية الاجتماعية منال الدوسري، إن مشروع تخرّجها من الدبلوم كان بحثًا بعنوان: «الاستبعاد الاجتماعي لمرضى الفصام وآليات دمجهم في المجتمع»، يهدف إلى التعرّف على أشكال الاستبعاد الاجتماعي لمرضى الفصام وآليات دمجهم في المجتمع، والتعرّف على الأسباب المختلفة الاجتماعية النفسية الصحية المتسببة في الاستبعاد الاجتماعي لمرضى الفصام، وتوضيح اتجاهات أسر المرضى نحو دمج أبنائهم في المجتمع.

وتوصّل البحث إلى مجموعة من المقترحات والتوصيات التي من شأنها أن تسهّل دمج مرضى الفصام بالمجتمع، من أهمها: ضرورة وجود جمعيات مخصصة يلجأ مريض الفصام لها؛ لأن المريض بذاته يحتاج إلى تنوير وتثقيف بالمرض، مع أهمية نشر الوعي بمرض الفصام وأعراضه وكيفية التعامل معه، وتوجيه أسر المرضى إلى أهمية مشاركة مرضاهم في البرامج التأهيلية المقدمة والمخصصة لمرضى الفصام، والاهتمام بإنشاء مراكز لتأهيل المرضى النفسيين بشكل عام، ومرضى الفصام بشكل خاص، وضرورة وضع برامج تدريبية متنوعة تساعد على تنمية المهارات الاجتماعية لمرضى الفصام.

منال الدوسري - اليوم

وحول التحديات التي تواجه المسؤولية الاجتماعية، قالت: يوجد خلط كبير لدى أفراد المجتمع بين مصطلحات ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية، وغالبيتهم يعتبرونها أعمال خير وتبرعات، وهي أسمى من ذلك بكثير، بجانب عدم الوعي في كثير من الجهات بمجال المسؤولية الاجتماعية، وعدم إتاحة الفرصة لتوظيف أخصائيي مسؤولية اجتماعية، وهذا كان عائقًا في عدم إيجاد وظيفة تلائم تخصصها وفكرها.

«رفقاء» لتعزيز اندماج الأشخاص ذوي الإعاقة بالمجتمع

أوضحت خريجة دبلوم المسؤولية الاجتماعية وضحى الشمري، أن مجال عملها هو خدمة اجتماعية، ومن خلال التحاقها بالدبلوم أصبحت لديها ثقافة المسؤولية الاجتماعية ونمّت مهارة تواصلها سواءً مع الأفراد أو المؤسسات أو المجتمع ككل، مشيرة إلى أن بحث تخرجها كان عبارة عن مبادرة تحت عنوان: «الخير والبركة» تستهدف المتقاعدين من خلال إنشاء نادٍ يجمعهم.

وأكدت ضرورة تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية بشكل أوسع وأعمق، وضرورة العمل على نشرها، متمنية أن تشمل المناهج الدراسية خاصةً لأعمار النشء؛ لأن لدى الكثير من النشء حس المسؤولية الاجتماعية.

وضحى الشمري - اليوم

وذكرت أنها صمّمت مبادرة في جهة عملها قبل دراستها الدبلوم وأكملتها أثناء الدراسة، وهي مبادرة «رفقاء» للأشخاص ذوي الإعاقة، تهدف إلى أن تمكنهم من اندماجهم داخل المجتمع وتعزز من ذلك الاندماج، وبلغ عدد المستفيدين من المبادرة 6045 شخصًا من ذوي الإعاقة.

إعادة ترميم منازل المحتاجين

ذكر خريج دبلوم المسؤولية الاجتماعية أسامة المزين، أن من أبرز المهارات التي اكتسبها خلال دراسته الدبلوم هي خطوات عمل مشروع مجتمعي مستدام، وكيفية حصول المنظمة على شهادة الآيزو في المسؤولية الاجتماعية.

وأشار إلى أنه يعمل بإدارة الاتصال المؤسسي في إحدى شركات القطاع الخاص، ويُعد قسم المسؤولية الاجتماعية إحدى المهام التي تمارسها الإدارة، وبدأوا بتطبيق عددٍ من المبادرات المستدامة داخل الشركة، إضافة إلى تطوير آلية العمل في قسم المسؤولية الاجتماعية.

أسامة المزين - اليوم

وأكد أن من أبرز التحديات التي تواجه المسؤولية أن الشركة التي يعمل بها مختصة بتكرير النفط، وتُعتبر المسؤولية الاجتماعية أولوية ثانية لدى الشركة.

وقال إن الشركة التي يعمل بها ضمّت مبادرة تهدف إلى إعادة ترميم منازل المحتاجين بالمنطقة، بالتعاون مع عددٍ من موظفي الشركة في عددٍ من التخصصات الكهربائية والمدنية، وأضاف إنه كان يتمنى وجود شهادة مختصة لممارس المسؤولية الاجتماعية، وأن هذا الدبلوم هو باكورة الاهتمام المتخصص بمجال المسؤولية الاجتماعية.

تطوير المخرجات.. وتخصصات جديدة

أكد مجلس «ابصر»، أنه رغبة في تطوير مخرجات الدبلوم، تقوم جامعة الإمام عبد الرحمن بن فيصل في الوقت الحالي على تطوير الدبلوم، من خلال تضمينه عددًا من المقررات التي من شأنها أن تطوّر مهارات الملتحقين به وتؤهّلهم للحصول على شهادة احترافية في مجال المسؤولية الاجتماعية، كما ستتم إتاحة تدريسه باللغة الإنجليزية.

وصدرت مؤخرًا موافقة مجلس الوزراء، على أن يكون يوم 23 من شهر مارس من كل عام، يومًا للمسؤولية الاجتماعية بالمملكة.

ضرورة تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية - اليوم

أما عن التوصيات فتضمنت إنشاء أقسام خاصة بالمسؤولية الاجتماعية لدى شركات القطاع الخاص، والتوسع في عدد المبادرات المستدامة داخل الشركات، كذلك تأصيل ثقافة المسؤولية الاجتماعية وإدراجها بالمناهج الدراسية، وبرامج توعوية وتثقيفية لمنع الخلط بين المصطلحات والمفاهيم، مع استحداث شهادة أو رخصة معتمدة أو تخصص رسمي.