عبدالله العزمان يكتب:

في عالم متسارع، تغلب عليه السمة المادية، قد نعاني في حياتنا من ممارسة عادات غير صحية، تأخذ منا جهدًا كبيرًا عند محاولة الإقلاع عنها، وتجد أنها تحد من تقدُّمنا في سلم الحياة، ومثال ذلك، متابعة وسائل التواصل الاجتماعي لساعات، أو النوم لفتراتٍ طويلة، أو كثرة التسوق دون حاجة لذلك.

في حقيقة الأمر فإن كل ذلك، ما هو إلا استجابة طبيعية لما نعانيه من ضغط أو ملل؛ لذا يشير علماء النفس إلى أن الشعور بالملل ينتج عن عدم تفريغ الطاقات المختزنة داخل الجسم بشكل إيجابي، وهو ما يدفعنا إلى الهروب عبر ممارسة عادات غير صحية، نلجأ إليها؛ للابتعاد عن أمر يُشعرنا بالضيق أو يصيبنا بالملل، ولكن الهروب في حقيقته لا يعالج المشكلة، بل على العكس تمامًا، فهو يعمّقها ويحوّلها إلى واقع يصعب التخلص منه.

إذًا، كيف لنا أن نتخلص من تلك العادات غير الصحية؟

إن أفضل الطرق للتخلص من العادات غير الصحية، هو عن طريق مبدأ الإزاحة، وهو أسلوب تربوي نبوي، يقول «عليه الصلاة والسلام»: (وأتبِعِ السَّيِّئةَ الحسَنةَ تَمْحُهَا)، ويكون ذلك بإدخال عادة صحية لحياتك اليومية بالتدريج، فتأخذ تلك العادة الصحية الجديدة جزءًا صغيرًا من الوقت المتاح لنقيضها، حتى تتمكَّن تدريجيًّا من إشغال جُل الوقت الذي كان يُصرف في غيرها وبدون فائدة تُذكر.

إن وجود عادة صحية أو أكثر في حياة المرء، كفيل بإبعاد الأفكار السلبية وتحسين جودة حياته، فالقراءة، عادة مفيدة، تملأ وقت المرء، وتزوّده بالمعلومات النافعة التي تبني شخصيته، وترفع من قدراته العقلية، وتُشغله عن متابعة وسائل التواصل الاجتماعي، والرياضة عادة صحية أخرى، تبني الجسم، وترفع لياقته البدنية، وتبعده عن الأمراض المزمنة، بل وتُسهم في تحسين الصحة النفسية له، فلا يحتاج معها للنوم لساعات طويلة.

كما أن للصداقة دورًا فعَّالًا في دفع الشعور بالملل أو المعاناة من الضغط، ففي دراسة دولية نُشرت في الدورية العلمية «فرونتيرز إن سايكولوجي» تحمل عنوان «أهمية الصداقة حول العالم: روابط للعوامل الثقافية والصحة والرفاهية»، وجد الباحثون أن إعطاء الأولوية للصداقات في الحياة، مرتبط بتحسّن الصحة الجسدية، وزيادة السعادة.

وخلاصة القول، فإن ممارسة العادات الجيدة، تُبعد عنا الأفكار السلبية، وتدفعنا للاستمتاع بما يسَّر الله لنا، وتحسِّن جودة حياتنا.

قال أبو العتاهية

إن الشباب والفراغ والجدة... مفسدة للمرء أي مفسدة.

@azmani21