أنيسة الشريف مكي

أطلقت وزارة التعليم، ممثلةً في الإدارة العامة للتوجيه الطلابي بوكالة التعليم العام، المرحلة الثانية من مبادرة «نبيه» للتعليم العام، التي تستمر حتى 6 فبراير 2023م، في مدارس التعليم العام؛ بهدف تعزيز مهارات التفكير الناقد لدى الطلاب والطالبات.

وتسعى وزارة التعليم من خلال مبادرة «نبيه» للتعليم العام التي شارك في المرحلة الأولى منها أكثر من (235743) طالبًا وطالبة في (3364) مدرسة، إلى رفع وعي طلبة المرحلة الثانوية بأضرار المخدرات والمؤثرات العقلية، والمساهمة في حمايتهم، إلى جانب تعزيز القِيَم والمهارات والسلوك الإيجابي والثقة بالنفس لدى الطلبة، بما يساعدهم في اتخاذ القرار وحل المشكلات.

وتنفّذ وزارة التعليم العديد من الورش التوعوية التي تأتي متزامنة مع مبادرة «نبيه»؛ وذلك لتدريب الطلبة على المهارات الحياتية، وتأهيلهم لخدمة وطنهم ومجتمعهم وتحقيق طموحاتهم؛ وفقًا للإستراتيجية الوطنية لمكافحة المخدرات، ومستهدفات رؤية السعودية 2030.

وتُشكر وزارة التعليم على هذا الإنجاز الموفق.

أعود لمبادرة نبيه للتعليم العام وأهدافه الغاية في الإيجابية والرقي، وذلك برفع وعي طلبة المرحلة الثانوية بأضرار المخدرات والمؤثرات العقلية، وغرس القِيَم والمبادئ ومهارات السلوك الإيجابي والثقة بالنفس؛ لاتخاذ القرار وحل المشكلات.

فالعديد من الورش التوعوية التي ستنفذها الوزارة مشكورة لتدريب الطلبة على المهارات الحياتية سيكون لها «بإذن الله وبتوفيقه» بالغ الأثر في توعية أبنائنا وبناتنا في كل أمورهم الحياتية بتوفيق الله، ثم بجهود المسؤولين، جزاهم الله خير الجزاء.

للتفكير أنماط عديدة، بعضها يضع الفرد في دائرة من التصورات الخاطئة التي تؤثر سلبًا على حياته الشخصية والمهنية، نبَّه الكثير من العلماء والفلاسفة إلى خطورتها، ووضعوا أساس ما يسمى بالتفكير الناقد Critical thinking لإخراج الإنسان من ظلمات قوالب التفكير المعتاد إلى نور رشاقة التفكير ومرونته.

فالتفكير الناقد يوسع مدارك الأفق ويُكسب وجهات نظر متعددة تصحّح المفاهيم بموضوعية، وتحلل الحقائق تحليلًا عقلانيًّا؛ لأنه ينبع من الذات، ويراقبه الفرد ويصحّحه بنفسه، ويتضمن مهارات التواصل واتخاذ القرارات، وحل المشكلات والالتزام بتجنب التمحور حول الذات أو المجتمع والانفتاح إلى الآخر.

علينا كمربّين، سواء كنا آباء وأمهات أو معلمين، تشجيع الأبناء على المناقشة والحوار، وإبداء الآراء وتهيئة الفرص المشجّعة، ومنحهم مساحة كبيرة للتعبير عن أنفسهم، وشرح وجهة نظرهم دون خوف أو خجل، رجاء قول «اصمت»، وبنبرة تخويف حذفها تمامًا من أسلوب التربية السليمة، ومنح الأبناء الاستقلالية وتعويدهم على اتخاذ القرار وتحمّل المسؤولية منذ الصغر وإشراكهم في مناقشة القرارات الأسرية من أهم الضروريات.

كما يتحتم علينا نحن الآباء والأمهات الاتفاق على الأسلوب التربوي الموحّد دون اختلاف في الرأي لضمان الاستقرار النفسي والعاطفي لأبنائنا.

كثيرًا ما كتبتُ أطالب بعقد ندوات تُسهم في توعية الآباء حول الأساليب المفترض اتباعها في التربية السليمة.

أرجو لمبادرة «نبيه للتعليم العام» التوفيق، وأكرر شكري.

Aneesa_makki@