اليوم - الدمام

إمداد أوكرانيا بالدبابات الغربية، هو حديث العالم، فالإعلاني الثلاثي لواشنطن ولندن وبرلين بتقديم دبابات للجيش الأوكراني في أرض المعركة، طرح التساؤل الصعب: هل تورط حلف شمال الأطلنطي الناتو في حرب مباشرة مع روسيا؟

وتنتظر أوكرانيا المدد الغربي الجديد، المتمثل في دبابات ومدرعات من شأنها -وفق بعض التقديرات- تغيير دفة الحرب الروسية الأوكرانية، فبعد أسابيع من التردد، أعلنت من ألمانيا والولايات المتحدة أنهما سترسلان دبابات أبرامز وليوبارد إلى أوكرانيا.

وناشدت أوكرانيا الدول الغربية قبل أشهر أن ترسل دبابات حديثة، لمنح قواتها القوة النارية التي تحتاجها لاستعادة الأراضي التي تبسط روسيا قبضتها عليها.

ذريعة المناطق الرمادية

وبحسب تقرير تحليلي لموقع سي إن إن الأمريكي، فإن هناك إجماع بين الخبراء أنه لا يوجد أي عضو في الناتو قريب من حالة الحرب مع روسيا وفق التعريفات قانونية الدولية.

وقال ويليام ألبيركي، الخبير بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ، إن الحرب تتطلب ضربات تنفذها القوات الأمريكية أو قوات الناتو، بالزي العسكري ، للهجوم من أراضي الناتو ضد القوات الروسية أو الأراضي الروسية أو الشعب الروسي.

وأضاف: أي قتال من جانب أوكرانيا - بأي أسلحة تقليدية، ضد أي قوات روسية - ليس حربًا بين الولايات المتحدة والناتو على أوكرانيا، بغض النظر عن مدى رغبة روسيا في الادعاء بذلك.

سعى الكرملين، بحسب التقرير، إلى استغلال ما وصفها بـبعض المناطق الرمادية في الحرب للادعاء بأن الناتو هو المعتدي الرئيسي في نزاع أوكرانيا.

وشملت تلك المناطق الرمادية استخدام الاستخبارات الغربية لتنفيذ هجمات على أهداف روسية.

ويمكن أن تشمل أيضًا شن الولايات المتحدة الحرب على الإرهاب واستدعاء المادة 5 من حلف شمال الأطلسي بعد هجمات 11 سبتمبر، حيث هوجمت أمريكا من قبل الإرهابيين وليس دولة معترف بها.

الاتهام الروسي

تحرص موسكو على كيّل الاتهامات للغرب والناتو بالتآمر، إذ قال سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، إن الغرب يسعي لتدمير روسيا، فيما قال أناتولي أنتونوف، سفير روسيا في الولايات المتحدة، إن الإدارة الأمريكية تدفع أوكرانيا إلى تنفيذ هجمات إرهابية في روسيا.

ورغم تشكيكات الغرب في تلك الاتهامات، إلا أن البعض يأخذها على محمل الجد، بما في ذلك في واشنطن.

وأوضح جون هيربست ، السفير الأمريكي السابق في أوكرانيا والمدير الأول لمركز أوراسيا في المجلس الأطلسي، أن الترويج لفكرة أن تكون هذه حربًا بين الناتو وروسيا يساعد في ترويج اتهامات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وأسبابه في تبرير هزائم الجيش الروسي.

وأكد هيربست: فمن المفيد تفسير ذلك على أنه حرب مع الناتو وليس مع أوكرانيا، ويساعد هذا أيضًا في تبرير أي خطوات قد يتخذها بوتين بعد ذلك، مع العلم أن روسيا كانت حريصة على الترويج لفكرة أن هذا قد يعني التحول إلى أسلحة نووية.

تجنب الصراع المباشر

مالكولم تشالمرز ، نائب المدير العام في المعهد الملكي للخدمات المتحدة في لندن أكد أن هناك هدفا مشتركا بين القيادتين الروسية والأمريكية في الوقت الحالي هو تجنب الصراع المباشر.

وأضاف: تعرف روسيا أن المواجهة التقليدية مع الناتو ستنتهي بسرعة كبيرة بالنسبة لهم. ومع ذلك ، هناك بعض المنطق في تصعيد فكرة أنها مستعدة لتحمل هذه المخاطرة ، إذا كان ذلك يعني أنها تستطيع انتزاع المزيد من التنازلات من الغرب .

وفق تحليل سي إن إن، فإن كييف ستواصل طلب الدعم طالما الحرب مستمرة، وسيتعين على كل عضو في الناتو أن يوازن ما إذا كان الأمر يستحق المخاطرة أم لا ، أو ما إذا كان التراجع عن قدميه في الواقع يصب في مصلحة الكرملين.