أروى المزاحم

إن جوهر الكاتب الدفين في كتابة قصصه ورواياته بعد أن يطرزها بنقش من أسلوبه وخياله وإبداعه هو الواقع الذي يعجنه ويعصر أفكار عقله، لتتسلسل على هيئة كتابات وخطابات، فالكتابة قبل أن يعتبرها البعض هواية هي موهبة يمنّ بها الخالق على مَن يشاء بدرجات متفاوتة، ولكل كاتب طريقته في تطويرها وتحسينها من خلال جملة من الكتب التي يقرؤها، وحشد من المؤلفات والمقالات التي يخطّها، ويترجم بها أحداثًا ومشاعر واقعية مرَّت به، ولامست جوف وجدانه.

الكتابة في وقتنا الحالي لا تسلك طريقا واحدا، ولكنها تسلك أكثر من طريق، وتزهر في أكثر من اتجاه وتُطِل علينا من أكثر من نافذة، وقد أيقنت ذلك مؤخرًا لحظة استلامي إحدى المشتريات التي طلبتها من موقع إلكتروني لمشروع ناشئ للتو، حين أرفقت معه صاحبة المشروع بطاقة ذكرت بها قصة مختصرة حول منتجها ورؤيتها وأهدافها، وسبب اختيارها اسم هذا المنتج؛ الأمر الذي أضاف لمشروعها لمسة جمالية، وجعلني أفكر كثيرًا بأهمية كتابة مثل هذه القصص المختصرة حول أي منتج يقوم أصحاب المشاريع بتقديمه.

لم يعُد يكفي اليوم أن يكون لدى صاحب المشروع شعار جذاب، وأن يكتفي بوجود علامة تجارية ملفتة، دون أن يلجأ للتسويق الذكي والذي اعتبر أن سرد قصة علامته التجارية مع بعض الجُمل القصيرة المشوقة أحد أهم عناصره، إما من خلال سردها عبر الموقع الإلكتروني أو من خلال البطاقات المرفقة ضمن المشتريات وضمن أسئلة صغيرة تستوعبها الفئة المستهدفة كسؤال مَن نحن؟ أو ما هدفنا؟ أو متى بدأت قصتنا؟ ثم الإجابة عن هذه الأسئلة التي لن يتخطاها العميل دون أن يتولد بداخله شعور بالثقة والاتصال الدائم من خلال فهم رؤية صاحب المشروع ومعرفة طريقة تفكيره.

من هذا المنطلق تظهر أهمية كاتب المحتوى الذي يستعين به أصحاب المشاريع ليصيغ من أجلهم القصة بأسلوبه المبدع، ويسردها بطريقةٍ موجزة وسهلة القراءة والاستيعاب، بحيث يفهمها الجميع، وبطريقة مميّزة تجذب العملاء إليه، ففي ظل التسويق غير التقليدي الذي نواكبه نحتاج إلى طرق غير تقليدية فيما يخص التسويق، ومن هنا أقول لكل صاحب مشروع أو صاحب فكرة اِروِ قصتك أولًا؛ لتُروَى بالاهتمام وتحظى بالدعم والتقدير.

* ومضة:

الكتابة هي شكل من أشكال التعبير عن الإبداع، وصورة من صور النهضة.

@al_muzahem