محمد حمد الصويغ يكتب:mhsuwaigh98@hotmail.com

وفقًا لما أعلنته منظمة «اليونسكو» الدولية قبل فترة، فإن محافظة الأحساء تُعدُّ أكبر واحة زراعية في العالم؛ نظير مساحاتها التزريعية الهائلة، وقد أعلنت المنظمة في ذات الوقت أن الواحة تُعدُّ من أكبر المدن التراثية على مستوى عالمي، وإزاء تلك المساحات الشاسعة من الأراضي الصالحة للزراعة؛ لاسيما زراعة النخيل، حيث تنتج الأحساء أفخر أنواع التمور وأشهرها، فإن القيادة الرشيدة في وطننا المعطاء - أيَّدها الله - أولت الشأن الزراعي بالواحة اهتمامًا خاصًّا وملحوظًا تجلّى في سلسلة من المشروعات الزراعية الكبرى، على رأسها مشروع الري والصرف الذي قنَّن تزويد المزارعين بالمياه، وقنَّن صرفها بطرائق علمية حديثة، استفاد منها سائر المزارعين بالأحساء، وتوقف الهدر المائي الضار بالمحاصيل الزراعية، وعلى رأسها محاصيل التمور.

واستمرارًا لهذا الاهتمام الواضح، فما زالت المشروعات التأهيلية الزراعية بالواحة مستمرة لتسهيل انتقال المزارعين، وتخفيف الضغوط والتكدسات المرورية على الشوارع الرئيسية الرابطة لبلدات الواحة، فقد تمَّ مؤخرًا تأهيل حوالي 26 طريقًا زراعيًّا بالواحة بأطوال بلغت 104 كم، وقد أدى ذلك إلى تحسين الخدمات وجودتها ضمن خطط وبرامج يتم تنفيذها حاليًّا لتطوير وتحديث الطرق الزراعية بالواحة، والارتقاء بجودتها وصولًا لتحقيق غايات وأهداف الخطط الإستراتيجية الوطنية للنقل، وصولًا إلى ترابط شبكات الطرق الزراعية بالأحساء؛ لاسيما أن المؤسسة العامة للري والصرف ساهمت بشكل مباشر وفاعل في فتح العديد من الطرق الزراعية داخل الواحة، بما سهّل انتقال المزارعين إلى مزارعهم، وأدى في ذات الوقت لاستحداث الطرق المختصرة؛ للوصول إلى المدن والقرى الشرقية والشمالية بالواحة.