أسعدتني وأثلجت صدري دعوة المستشار تركي آل الشيخ رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه؛ لإقامة ليلة فنية مشهودة؛ لتكريم المطرب الراحل طلال مداح، وجاءت استجابة الفنانين السعوديين والعرب، وسباقهم على المشاركة؛ لتؤكد مدى عشقهم لـ«صوت الأرض»، ورغبتهم في التلاحم؛ لتكريم أحد أعلام الأغنية العربية عبر تاريخها.
ولا نغفل أن حماس المستشار تركي آل الشيخ كان له أكبر الأثر في استجابة هذا الجمع الغفير من الفنانين الذي وصل إلى 31 فنانًا، فقد جاءت صيغة الدعوة لتعكس اهتمامه الكبير بهذا الحدث الذي سيمنح كل الفنانين الثقة في تقدير المملكة لجهودهم الكبيرة، فقال آل الشيخ: أي فنان يشارك في ليلة طلال مداح يرحمه الله يكون له تقدير خاص مني، وأزيد على ذلك مَن سيشارك أعتبره كرمًا..، الدعوة مفتوحة لكل نجوم المملكة والخليج والعالم العربي.
ومن أبرز مَن أعلنوا مشاركتهم في التكريم فنان العرب محمد عبده، وعبدالله الرويشد، وعبادي جوهر، وراشد الماجد، وديانا حداد، ورحمة رياض، ونوال الزغبي، وأصالة، وأحلام، وراشد الماجد، ومطرف، وجاءت صيغة المحبة والفخر التي صاغ بها الفنانون ترحيبهم بالمشاركة لتفتح الباب أمام تكريم جيل الرواد للأغنية السعودية، ذلك الجيل الذي لم يحظَ بحقه من الاهتمام والتكريم، رغم أنه مَن فتح الباب لنشر الفن السعودي في العالم العربي، والذي حان الوقت ليحصل على هذا الحق في ظل الانفتاح الفني الذي تشهده المملكة حاليًّا.
ويأتي اختيار طلال مداح كبداية صائبة لتكريم هذا الجيل، فالمطرب الراحل من أبرز الفنانين السعوديين. كان من أوائل الذين أسهموا في نشر الأغنية السعودية خارج المملكة؛ إذ غنَّى في العديد من المدن حول العالم، مثل باريس ولندن؛ إذ قدَّم الكثير من الأعمال الموسيقية، وعَمِلَ مع العديد من الملحّنين والشعراء والموسيقيين، وكان له دورٌ كبيرٌ في تطوير الموسيقى السعودية بشكلٍ عام.
وهكذا.. فهو جدير بأن يكون بداية سلسلة من التكريمات تطال أسماء ثابرت لنشر الفن السعودي داخليًّا وخارجيًّا، مثل بكر الشدي، وعتاب، وأبو بكر سالم، وغيرهم.