ماجد السحيمي يكتب:

نخوض في كل يوم تفاصيل مختلفة، نغوص هنا ونُبحر هناك، ولا نتوقف ولا نتأمل فيما نخوض فيه مليًّا، الكثير من الأشياء تستحق الوقوف، وتسجيل الإعجاب شكلًا أو مخبرًا أو حلًّا، ولكننا مع سيل الحياة الجارف ننساق إلى إنهاء كل مهمة أو أمر متعلق دون التوقف عنده. قبل يومين تواصلت مع خدمة العملاء في تطبيق الواتس آب، وهنا أشدد على الألف الممدودة، فهي من App وليس Up المهم ما علينا، فقالوا لي «كيف نقدر نخدمك؟» فقلت كانت خدمتكم لي مقدمًا قبل هذا التواصل، كل ما أريده أن أشكركم على هذا التطبيق الرائع الذي سهَّل كثيرًا من أمور حياتي وحياة الآخرين، ولكنني لست مخولًا بالحديث عنهم ولكني أجزم بأنهم مثلي، تطبيقكم الرائع اختصر الكثير من المسافات في حياتنا اليومية فلم يعُد هناك (نسيت أطبع بالبيت أو المكتب أو أرجع البيت، نسيت بطاقتي أو صورتي، أو أحتاج أن أرسل لك ملفا من الإيميل أو أعدل عليه أو تعال أوريك) ناهيك عن الرسائل الصوتية والفيديو، أشكركم لأنكم كنتم سباقين لهذا الأمر وجعلتموه جزءا من حياتنا يسهل كل شيء ونعتمد عليه بكل شيء بالتواصل بيننا، كما أشكركم على ما فعلتموه من أجل توسيع انتشار استخدام هذا التطبيق حتى جزمنا تلقائيا بأن كل شخص هو مستخدم لهذا التطبيق. أعلم أن كثيرًا من التطبيقات لديها أغلب هذه المزايا ولكن يستحيل أن يكون مستخدموها بهذا الانتشار الواسع مثل الواتس آب. هنا انتهى ما أردت إيصاله لهم وأكدت على أنني لا أريد أي شيء ولا تعويضًا ولا هدية مقابل هذا الثناء إنما هو وقفة تأمل لهذه القناة اليومية للتواصل التي نستخدمها. أجزلوا لي الشكر وبادلتهم به. قد يقول قائل، الحين أنت مشغلنا علشان هذا التطبيق؟ وش الجديد يعني؟ أقول «سؤال جيد» وجوابه فقط انتظر حتى يتعطل لساعة لتعرف قيمته واعتماد كثير من أمورنا عليه، وعليك قياس كثير من أمور حياتك على هذا النحو، هذا جوابي في المقام الأول، أما في المقام الثاني فهو أن كثيرا من النعم اعتدنا عليها وكأنها حق مكتسب فنسينا شكرها وحقها علينا، أما في المقام الثالث فهو يجب ألا نتوقف فقط عند الغرائب والمفاجآت، بل حتى في الحلول والتسهيلات التي تيسّر أمورنا كل لحظة، بل آخر اليوم لو استعرضنا شريطه لوجدنا الكثير من الأشياء استحقت التأمل والتوقف منذ وقت مبكر. أما جواب مسك الختام فهو نعمة تسخير الله لكثير من الأمور في حياتنا لتجعلها أكثر سرعة وسهولة وخلوا من العقبات والمشاكل والتعطيل. الشكر سنّة أنعم الله بها علينا وذكرها في كثير من الآيات في القرآن الكريم فقال (وسيجزي الله الشاكرين)، (نعمة من عندنا كذلك نجزي من شكر)، (لئن شكرتم لأزيدنكم) ورسوله «عليه الصلاة والسلام» قال: (أفلا أحب أن أكون عبدًا شكورًا). وقبل الختام سؤالي لك: كم رسالة لديك الآن لو تأملت جوالك؟. اللهم اجعلنا وإياكم من الشاكرين قولا وعملا. وحتى ألقاكم الأسبوع المقبل «بإذن الله» أودعكم قائلا (النيات الطيبة لا تخسر أبدا) في أمان الله.

@Majid_alsuhaimi