الأحلام، البعض يؤول رؤيتها وينسبها إلى حقيقة الحياة، فما تفكر فيه ويقلقك يأتيك على هيئة حلم تتفسر من خلاله الأشياء، والبعض يؤكد لك أنها رسالات يجب ألا تغفل عنها، والبعض يحدثك بأنها مجرد أحلام لا صلة لها بالواقع أو حياتك، ولا يجب أن تلتفت لها وتبحث عن معانيها في مجلدات تفسير الأحلام.
وأنا ما بين كل الأقوال التي تقال عن الأحلام أجدها متنفسا للروح وعرافا يقرأ المستقبل ومتنبئا ينبئك عن مآل الأشياء، أرى الأحلام مترجما لمخاوفك ومتحدثا عن آمالك وعلاجا لقلقك وصاحبا لأمنياتك وأحيانا مقتبسا جيدا لما تقرأه أو تشاهده، أجد الأحلام نزهة العقل لمكان ما تبدأ رحلته عندما تغط بنوم عميق تلتحف به بؤبؤتك الدائرية جميلة الألوان بالأهداب ويستقر النفس رغما عنك وتنطفئ أنوار السمع وتهدأ الروح.
في هذه الرحلة تأخذك الأحلام لعالم يرسم لك حسب الأحوال والظروف، أحيانا يكون مجرد حلم به ترسم أول ابتسامات صباحك، وأحيانا يكون استشعارا لأمر جلل، يجعلك لا تغفل عن قراءة أذكارك، أحيانا يقتطع لك فيلما غفوت عليه فتجد نفسك استبدلت بأحد أبطاله وأحيانا ينقلك إلى ذلك المكان الذي كنت تقرأ عنه وأنت ممسك بكتاب قبل أن يداعب النوم أجفانك، أحيانا حالتك النفسية تستضيفك في الحلم لتحدثك عن أزماتك وتشير لك بكل جرأة عن من سببها أو ترشدك إلى مسبباتها، وتتركك لتأخذ في اليقظة قراراتك وأحيانا تفسر لك سبب مخاوفك وتنقذك من تخبطاتك وكثيرا تحمل في طياتها أخبارا عاجلة عن حياتك وبشارات لحال أو مستقبل أو أخبارا عن فقد أحد يجاور نبضاتك، وأحيانا تنقلك إلى عالمك الذي تحن إليه فتجد نفسك في دار والدك بين أمك وإخوتك وألعابك، وأحيانا تبرم لك مواعيد مع بشر وأصدقاء التقيت بهم في عمر أو زمن ما فتبتسم لذاتك قائلا «لا بد أنهم تذكروني فذكرتهم أحلامي».
الأحلام عالم عجيب، وهو نعمة من النعم التي من بها الله علينا مهما كانت رسالاته، وكثير منا على ما أظن ينام كل يوم على أمل أن يحلم حلما وأحيانا يوثق نومه بالحلم فيقول «لا بد أنني غفوت لأنني حلمت ولولا ذلك لما ظننت أنني نمت للحظة».
في حلم يوسف عليه السلام ثم بتفسيره لحلم صاحبي المكان وعلو شأنه بعد تفسير حلم «سبع عجاف» دلالات على واقعية الأحلام، وغالبا أظن أنها تطالب بألا تهمل رسالاتها.
* وسادة
يغط في نوم عميق من توسد التوكل.