محمد دغريري

@n9n2m

أن يعيش البشر مع بعضهم البعض دون خلافات أو نزاعات، فهذه من نِعَم الخالق، وحتى يتحقق التعايش بطرق سليمة لابد أن يمر عن طريق نشر ثقافة المعاملة الجيدة والرفاهية. واستمرارًا لتنوّع المعتقدات والأفكار في معتقداتهم إلى ديانات متنوعة، يتطلع إليها الجميع بغض النظر عن الأديان والجنس، ولا يعني إلغاء المعتقدات الأساسية للبشر أو المراجع، ويجب أن يكون هناك مستوى معيَّن من التسامح بين الأطراف. ويمكن أن يستند هذا التسامح إلى مجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك على سبيل المثال الثقافة والدين والعرق والمعتقدات المتنوعة، وعندما يتمكن الناس من العيش والعمل معًا فإن ذلك يخلق بيئة من الاحترام والتفاهم؛ لازدهار الابتكار والإبداع.

إضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي التعايش إلى زيادة الفرص الاقتصادية، وكذلك التبادل الاجتماعي والثقافي، وهناك العديد من التحديات التي تصاحب التعايش مع الآخرين، ومن معوقات التعايش البشري قبول الاختلاف حتى احتضانه، وقد يكون هذا صعبًا عندما يتعلم الأفراد أن ينظروا إلى الاختلاف على أنه خطأ أو سيئ.

ومع ذلك نتذكر أن كل شخص لديه شيء قيّم ليساهم به. فضلًا عن ذلك استمرار المجتمعات البشرية ونموها، كما تساعد على رصد الأفكار التي تعكس واقعها في العقول والتعايش، ولا يعني إلغاء المعتقدات الأساسية للبشر، بل الاعتراف بالاختلافات واحترامها، وهذه النظرية متأصلة في الإنسان، لضرورة الظل لأجسادهم، وستكشف الأيام أن الاختلاف والتنوُّع البشري لهما حكم كبير ومنافع لاستمرار ونمو المجتمعات البشرية، ولتحقيق هذا التعايش البشري لابد أن نضع قاعدة متينة نبني عليها أسسًا قوية ومتينة، لا يمكن الإخلال بها، وهي تحقيق مبدأ المحبة والسلام، فهما من أهم الأشياء في العالم لحياة سعيدة ومُرضية. الحب هو ما يجعلنا نشعر بالحياة، ويملؤنا بالسعادة، بينما يمنحنا السلام إحساسًا بالهدوء، والمحبة والسلام عملتان لوجه واحد تُبنى عليهما العاطفة والقبول شريطة التعامل معهما بالجدية؛ لحل المشكلات التي تواجهنا في معترك الحياة، وإذا أردنا تحقيق سلام عادل وحقيقي فيجب أن نتسامح مع الآراء والمعتقدات المختلفة بكافة أشكالها، ونحتاج إلى التحلي بالصبر وقبول أننا جميعًا مختلفون في كل الأحوال، عندها فقط يمكننا بناء جسور قيم التفاهم، ويمكننا تحقيق سلام حقيقي مبنيّ على الاحترام والتقدير، ولسوء الحظ، لا يستطيع البعض العثور على هذه الأشياء في حياتهم، فمن المهم أن نتذكّر لدينا القدرة للتغيّر في نمط الحياة اليومية، والتعامل مع متطلباتها، وإن لم نجد المحبة والسلام في إطار المحيط الذي نعيش فيه. عندها نفتش عن ذاتنا في مكان آخر قد يكون أكثر انسجامًا وراحة.

ولماذا نعتبر المحبة والسلام أكثر أهمية من المال؛ لأنهما يشعراننا إحساسًا بالأمان والانتماء، فهناك أشياء كثيرة في حياتنا لا يمكن شراؤها، ويجب أن تُبنى العلاقة القوية على الثقة، وليس على الأشياء المادية.