عبدالرحمن المرشد يكتب:

معاناة الرياض من الازدحام شيء واضح وملموس، يعلمه الجميع، ولا يمكن إنكاره، وهو في حقيقة الأمر يعني شيئًا مهمًّا أن عاصمتنا الحبيبة بدأت تكتظ بالسياح والوافدين ومختلف الأنشطة بشكل كبير بعكس السنوات السابقة التي كنا لا نرى فيها سائحًا، أما الآن فإن الوضع تغيّر، حيث تشاهد السياح من كل أصقاع العالم متواجدين في الرياض بشكل كبير، ويكفي أن تزور الفنادق والمطاعم والمقاهي وصالات المطار؛ لتشاهد هذا التحول المهم.

تلك النقلة الهائلة صاحبتها شبكة طرق واضحة تحيط بالمدينة من كل مكان، ولكن نظرًا لأن التحوُّل شاسع، فإن تلك الشبكة من الطرق لم تعد تغطي تلك الكثافة السكانية مما ترتب عليه ازدحام مروري واضح في أغلب أوقات اليوم، وبالتحديد من الساعة الرابعة عصرًا وحتى السابعة مساء؛ مما حدا بالكثير من الناس تأخير أنشطتهم وأعمالهم لما قبل هذا التوقيت أو بعده حتى تتحسن الحركة المرورية، ذلك الازدحام بالتأكيد له تأثير سلبي على الحركة الاقتصادية، حيث عزف البعض من الناس عن التسوق وتأخير أمورهم التجارية؛ بسبب ذلك الاكتظاظ الذي يصيبك بالملل من الخروج بتاتًا.

توجد العديد من الأفكار طويلة المدى مثل تطوير المدن الصغيرة بالقرب من الرياض مثل (ملهم وضرماء وحريملاء والعيينة)؛ لتصبح ضواحي مع تزويدها بكافة الخدمات من مستشفيات وجامعات لتتحوَّل بعد ذلك إلى مستقر للجميع؛ مما يخفف من الازدحام المروري داخل العاصمة، أيضًا توجد حلول سريعة تساهم بشكل أو بآخر في تقليل الضغط المروري، منها على سبيل المثال لا الحصر، تأخير إغلاق المحلات التجارية إلى الساعة الواحدة والنصف ليلًا؛ مما يساعد على تخفيف حركة الناس وقت الذروة نظرًا لتأجيلهم الخروج للتسوق إلى ما بعد الثانية عشرة أو الحادية عشرة ليلًا، ويمكن من خلال هذا الاقتراح تقليل الازدحام المروري من جهة، والحفاظ على الحركة الاقتصادية من جهة أخرى، ربما يقول البعض لماذا الواحدة والنصف ليلا؟؛ لأن الكثير من الناس، خاصة مع انتشار وسائل التواصل والقنوات لا يخلدون للنوم إلا بعد هذا التوقيت؛ مما يجعله مناسبًا جدًّا لكافة الفئات العمرية.

@almarshad_1