د. شلاش الضبعان يكتب:

نحن في عالم لا تتوقف أزماته، ولن ينجح فيه إلا مَن يستطيع إدارة الأزمات من مؤسسة البيت إلى مؤسسة العمل، لا مَن يقف عاجزًا أمامها أو يظن أنه يستطيع النجاح من خلال صنعها.

تُعرَف الأزمة بأنها: حالة توتر ونقطة تحوُّل تتطلب قرارًا تنتج عنه مواقف جديدة سلبية كانت أو إيجابية تؤثر على مختلف الكيانات ذات العلاقة.

وبالتالي فليست كل مشكلة أزمة، ولكن كل أزمة مشكلة، وقد تحدث الأزمات لأسباب خارجية لا يمكن السيطرة عليها، أو بفعل الإنسان، أو نتيجة الإهمال وقلة الاحتراس، أو بسبب قرار مصيري اتخذه المدير وسبب مشكلات عكسية.

أما إدارة الأزمة فهي محاولة تطبيق مجموعة من الإجراءات والقواعد والأسس المبتكرة التي تتجاوز الأشكال التنظيمية المألوفة، وأساليب الإدارة الروتينية المتعارف عليها، وذلك بهدف السيطرة على الأزمة والتحكم فيها وتوجيهها وفقًا للمصلحة. ومن هذا التعريف لإدارة الأزمة نسأل: هل يستطيع بعض مديرينا ابتكار إجراءات وقواعد تساعدهم في حل المشكلة أم أنهم متمسّكون بما وجدنا عليه من قبلنا أو ضعفاء في اتخاذ القرارات، بحيث تتسبب إدارتهم للأزمة بأزمة؟

مَن أراد أن ينجح في إدارة أزماته فيجب أن يكون ذكيًّا في استشعار الأزمة قبل وقوعها، فيلاحظ ما حوله، سواءً بكثرة الصراعات في مؤسسته، وزيادة نِسَب الهروب منها، وانخفاض مستوى الأداء، وشكوى العملاء، أما إن كان سيتعامى بشعارات «حنا بخير»، و«حنا أحسن من غيرنا» فسيعاني الكثير.

وأيضًا القائد لابد أن يضع أساليب وقائية لمواجهة الأزمات بالاستعانة الدائمة بالله، وتشكيل فريق فعَّال للأزمات، واستحضار السيناريوهات، وتدريب العاملين معه على ما يمنع الأزمات، وكيفية التعامل معها، والصيانة الدورية للأجهزة والمعدات، فبعض الأجهزة في مؤسساتنا قد تكون منتهية منذ سنوات.

وعند وقوع الأزمة، لابد أن يهرب المدير من الإستراتيجيات القديمة كإستراتيجية إنكار الأزمة والتعتيم عليها إعلاميًّا، والمطالبة بالتكتم، ووصف مَن يتكلم بعدو النجاح ومتصيّد الأخطاء، وإستراتيجية اللجنة بالسعي لإماتة الموضوع من خلال تشكيل لجان تتوالد، وكذلك إستراتيجية العنف في المواجهة، فهذه عفى عليها الزمن، وهناك إستراتيجيات حديثة مطبقة، وأثبتت نجاحها، كإستراتيجية فرق العمل، وإستراتيجية إشراك الجميع في حل المشكلة، بالاستفادة من جميع الآراء والخبرات، وغير ذلك.

الأزمات لابد منها، ولا يوجد بيت ولا مؤسسة بلا مشكلة فأزمة، ولكن فرق الناجحين عن غيرهم أنهم يجيدون التعامل مع أزماتهم.