حسين الحمود

@hkhamoud

بين الصحو والغبرة، يتنفس (آدم) الحياة عبر شاشة وضّاءة حدودها كالمسطرة. يقلب صفحات من (اشتهر) فيها دون حدود أو قيود أو علامات الزمجرة، يراقب لباس هذا ومنتجات تلك التي تعرضها بطريقة مُبهرة، ما درى صاحبنا أن كل هذه ثياب (مستأجرة).

(آدم) وعلى خُطى مَن يريد الشهرة، يحاول جاهدًا صنع يومياته بأسلوب المبتدئ الذي يكافح ليكون الأميز بين أقرانه، ظانًّا أن حياة الرفاهية التي يعيشها (الخارجون عن المألوف) عرفًا واجتماعًا (وأشدد على الكثير منهم وليس الكل) هي الحياة الجميلة بروعتها، والرائعة بجمالها «يبدو أن الكاتب يريد أن يلمّح لا أن يصرّح... لا علينا».

يبدأ صديقنا يومه بتثاقل رهيب، فالسهر ليلًا لمراجعة (محتواه) الذي صنع، ومونتاجه يأخذ من وقته الكثير، خصوصًا أن حياته باتت (ليلة) بما تحمله الكلمة من معنى.. مرافقة فلان والحديث مع فلانة وبث مباشر (يناطح) به الرؤوس الثقيلة في تلك الوسائل.

تمر الأيام مسرعة و(متابعوه) في ازدياد ملحوظ، وصديقنا أصبح يُطلب للإعلانات والدعايات والدعم وأصبح فجأة (مشهور الغفلة).

يكسب آدم (عشرات الآلاف) شهريًّا من خلال تلك الوسائل، ولكنه (يسدد ديونه السابقة)، ولم يهنأ البال منه بعد في أن يعيش حياة البذخ التي يرى أقرانه يعيشونها. حتى أتى ذلك اليوم الذي طُلِب فيه لإعلان مميّز لشركة كبيرة ومعروفة لدى الجميع، فأرسلوا له أطقمًا من الملابس الفاخرة والعطورات الفخمة والأدوات المميزة التي يجب عليه أن يظهر بها في حفلهم البرّاق.

من فرحة صاحبنا وقّع العقد ولم يلاحظ تلك الكلمة المحشورة بأن الملابس والعطور والأدوات (مؤجّرة)، وعليه أن يُعيدها بعد الحفل... يا لهذه المهزلة.

حضر صديقنا الحفل مزهوًّا، يمشي الهنيهة بطريقة البخترة، وتعافت نفسيته (المسدودة) غصبًا بعد أوقات المرمرة، وشعره منكوش (كيرلي) كشجرة مثمرة، وأصبح المشهور (آدم) عصي الكسر بعد عظام نخرة، وتأثر الآلاف بأهازيجه وتطلقن المئات بحسرة، هكذا الوضع الراهن.. واااا آسفاه، فخذوها عبرة، ولتكن لعنق الزجاجة قفلًا و(حجرة).

* كل ما ذُكِر أعلاه من وحي خيالات الكاتب والواقع المرير الذي نعيشه.