تستمر توابع الزلزال الذي ضرب تركيا وسوريا منتصف ليل أمس، في إرهاق شعبي البلدين المأزومين؛ فالأوضاع وسط الكارثة التي عصفت بالشعب التركي والسوري تزداد سوءًا، لا سيّما مع انهيار مزيد من المباني جرّاء الهزات الأرضية الارتدادية، ما أخرج كثيرًا من الناس من بيوتهم وسط تخوف من زلازل أخرى أشد.
ولا تزال محصلة القتلى والجرحى في ازدياد، مع تأخر المساعدات وفرق الإنقاذ في الوصول للأماكن الأشد تضررًا بسبب انهيار الطرق والطقس السيئ الذي يضرب البلدين.
وفي التقرير التالي نرصد أبرز المستجدات التي حدثت اليوم.
ارتفاع عدد ضحايا زلزال سوريا
لا تزال حصيلة ضحايا الزلزال من قتلى ومصابين في تزايد حتى هذه اللحظة، في ظل محاولات فرق الدفاع المدني والمتطوعين من المدنيين إخراج العالقين تحت الأنقاض، ولا يزال بعضهم محبوسًا أسفل أكوام الحجارة المتهدمة من المنازل.
وحسبما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وزارة الصحة، بلغ عدد قتلى الزلزال حتى الآن، 812 شخصًا، في حين أصيب 1.449 آخرين، في حلب واللاذقية وحماة وريف إدلب وطرطوس، في حصيلة غير نهائية.
لكن وكالة الأنباء التركية أشارت إلى عدد يفوق ما ذكرته سوريا في الداخل السوري، إذ تقول إن الوفيات وصلت عند جارتها إلى 1.559 شخص.
ارتفاع كبير في ضحايا زلزال تركيا
أما الوضع في تركيا فكان أسوأ من الجارة السورية؛ إذ بلغ عدد ضحاياها جرّاء الزلزال 3 آلاف و381 حالة وفاة، كما أصيب 20 ألفًا و426 شخصًا، وفق بيانات وكالة الأنباء التركية الرسمية.
وأعلنت إدارة الكوارث والطوارئ في البلاد، تأكّدها من انهيار 5 آلاف و 775 مبنى بشكل كامل، كما تلقت بلاغات بانهيار 11 ألفًا و302 عقار آخرين، وجارٍ التأكد منهم في الوقت الراهن.
ولا تزال عمليات الإنقاذ قائمة إلى الآن، بمشاركة أكثر من 24 ألف شخص، وفقًا لإدارة الكوارث في تركيا.
هزات ارتدادية وطقس سيئ
منذ زلزال أمس، تواجه سوريا وتركيا هزات ارتدادية تابعة للزلزال، بقوة شديدة، الأمر الذي دفع السكان في مناطق تلك الزلازل، للخروج من منازلهم والبيات في العراء وسط أجواء باردة، في ظل انقطاع الكهرباء وتأخّر المساعدات عن بعض الأماكن بسبب الطقس وانهيار الطرق، ويزيد على سوريا قلة المعدات اللازمة لرفع الأنقاض عن المصابين.
وآخر تلك الهزات ما أعلنه المركز الأوروبي المتوسطي لرصد الزلازل، من أن زلزالًا قوته 4 درجات ضرب الحدود السورية التركية، وقبله عدة زلازل هزَّت أنحاء متفرقة من تركيا وسوريا بقوة متباينة.
كما يعاني البلدان المنكوبان موجة طقس سيئة تصعّب وصول فرق الإنقاذ والمساعدات للأماكن المتضررة، والمحتمل وجود ضحايا بها في حاجة إلى المساعدة.
ومع فجر اليوم الثلاثاء، توقّفت حركة المرور على الطريق الرئيسي السريع المؤدي إلى مدينة ماراس التركية، بالقرب من مركز الزلزال، ويعتقد أنها واحدة من أكثر المناطق تضررًا، بحسب ما تنقله بي بي سي.
وفي مدينة عثمانية التركية، بالقرب من مركز الزلزال، أعاقت الأمطار المتساقطة رجال الإنقاذ في أثناء بحثهم بين الأنقاض عن ناجين.
نقص الأدوية والغذاء
يواجه الشعب السوري معاناة أكبر في ظل نقص الأدوية المتاحة لعلاج المصابين، والمياه العذبة الصالحة للشرب وكذلك الغذاء، وفق ما صرح به المصطفى بنلمليح، منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في سوريا، لسي إن إن.
ومن المتوقع أن يسوء الطقس أكثر غدًا؛ لتنخفض الحرارة عدة درجات تحت الصفر.