قبل أيام غرّد الخبير الهولندي والباحث في شؤون الزلازل، فرانك هوجيربيتس، محذرًا من حدوث هزة أرضية قوية تضرب تركيا، لكن لم يلتفت له أحد حتى استيقظ العالم على زلزال تركيا المدمر، الذي أودى بحياة الآلاف حتى الآن وتشريد عشرات الآلاف.
ما يثير التساؤل حول هذا التوقع الغامض، هو رأي أغلب الخبراء الجيولوجيين، والذين يرون أن توقع الزلازل غير وارد، فهل حقًا يمكن توقع حدوث زلزال؟
عمليات توقع الهزات الأرضية
بالرجوع لهيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن التوقع بحدوث هزات أرضية أمر غير معروف.
وتقول الهيئة عبر موقعها الرسمي: يمكن لعلماء هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية حساب احتمال وقوع زلزال كبير في منطقة معينة خلال عدد معين من السنوات.
مزاعم غير علمية حول التنبؤ بالزلازل
ووضعت محددات لهذا النوع من التوقعات وهي 3 عناصر التاريخ والوقت، الموقع، المقدار.
وأوضحت الهيئة، أن بعض الأشخاص يدعون استطاعتهم التنبؤ بالزلازل، ولكنهم على خطأ لثلاث أسباب:
- توقعاتهم لا تستند إلى أدلة علمية، على سبيل المثال، الزلازل لا علاقة لها بالسحب أو الآلام الجسدية أو الرخويات.
- توقعاتهم لا تحدد العناصر الثلاثة المطلوبة للتنبؤ.
- تنبؤاتهم عامة بحيث يقولون إنه دائمًا سيكون هناك زلزال.
وأضافت: إذا حدث زلزال يلائم توقعاتهم عن بعد، فإنهم يزعمون النجاح على الرغم من أن عنصرًا أو أكثر من عناصرهم المتوقعة مختلف تمامًا عما حدث بالفعل، لذلك فهو توقع فاشل.
وتكمل: عادة ما تبدأ التنبؤات من قبل غير العلماء، من وسائل التواصل الاجتماعي عندما يحدث شيء يُعتقد أنه نذير لزلزال في المستقبل القريب، وغالبًا ما يستندون لأسباب مكررة، مثل حدوث مجموعة من الزلازل الصغيرة، أو السلوك غير المعتاد للحيوانات.
لسوء الحظ، تحدث معظم هذه الزلازل الصغيرة في كثير من الأحيان دون أن يتبعها زلزال، لذلك لا يمكن توقع حدوثها.
تنبؤ الحيوانات بالزلازل
كثيرون حول العالم يعتقدون أن الحيوانات يمكنها أن تغير سلوكها بناء على إحساسهم بقرب الزلزال، فهل حق يمكنها التوقع؟
وبحسب هيئة المسح الجيولوجي الأمريكية، فإن أقرب مرجع لديها حول السلوك الحيواني غير المعتاد قبل وقوع زلزال كبير هو من اليونان في 373 قبل الميلاد.
وفق ما ورد تاريخيًا غادرت الجرذان، وحيوانات ابن عُرس، والثعابين، جحورها، وتوجهت إلى أماكن آمنة قبل عدة أيام من وقوع زلزال مدمر.
وأوضحت أن الأدلة القصصية تكثر على الحيوانات والأسماك والطيور والزواحف والحشرات التي تظهر سلوكًا غريبًا في أي مكان من أسابيع إلى ثوانٍ قبل الزلزال، ومع ذلك، لا يوجد تفسير علمي لهذا اللغز.
شواهد الطقس في التنبؤ بالزلازل
كثيرون أيضا ربما يربطون وقوع الزلزال بشواهد طقسية تسبقه، ففي القرن الرابع قبل الميلاد، اقترح أرسطو أن الزلازل كانت ناجمة عن الرياح المحاصرة في الكهوف الجوفية.
ويعتقد أن الهزات الصغيرة ناجمة عن دفع الهواء على أسطح الكهوف، والهزات الكبيرة ناجمة عن كسر الهواء للسطح.
وبحسب هيئة المسح، أدت هذه النظرية إلى الاعتقاد بطقس الزلزال، لأنه بسبب احتباس كمية كبيرة من الهواء تحت الأرض، سيكون الطقس حارًا وهادئًا قبل وقوع الزلزال.
وذكرت نظرية لاحقة أن الزلازل حدثت في ظروف هادئة وغائمة، وكانت تسبقها عادة رياح قوية وكرات نارية ونيازك.
وردت الهيئة على تلك المزاعم قائلة: إن الدليل الإحصائي على تلك الشواهد مجرد أرقام صغيرة وليست ذات دلالة إحصائية.
تجارب الصين مع الزلازل
التنبؤ بوقوع زلزال حدث في الصين منذ عدة عقود، بناءً على الزلازل الصغيرة والنشاط الحيواني غير العادي.
اختار الكثير من الناس النوم خارج منازلهم، وبالتالي نجوا من وقوع الزلزال الرئيسي بالفعل وتسبب في دمار واسع النطاق، ومع ذلك، نادرًا ما يتبع هذا النوع من النشاط الزلزالي زلزال كبير.
ولسوء الحظ، فإن معظم الزلازل ليس لها أحداث تمهيدية على الإطلاق، ولم يكن للزلزال الكبير التالي في الصين له أي مؤشرات ومات الآلاف من الناس.