صالح بن حنيتم

لستُ من محبي المقارنات، ولكن أحيانًا يجد الشخص نفسه مضطرًا للمقارنة للتبسيط؛ لنقل شيء من أحداث الماضي مع مقارنة فعاليات الحاضر؛ لتتضح الصورة خاصة عندما تكون عن حدث يتكرر سنويًّا في نفس المكان لفعاليات تشابهت في المسميات (معارض صناعة)، واختلفت في المضمون والجودة من خلال نقل صورة عن معارض الأمس بالظهران، كيف كانت وكيف أصبح الوضع الحالي مع الثورة الصناعية والتقنية.

إلى وقت قريب، كانت أغلب فعاليات معارض الظهران الدولية للمواد الاستهلاكية، منها الغذائية والمفروشات والملبوسات.. إلخ. فلا وجود للصناعة بمعناه الدقيق على أرض الواقع، نجد مفردة معرض (الصناعات) على اللوحات الإعلانية فقط، ومن تعوَّد أن يزور معارض الظهران بالأمس، وفي ذات الوقت كرّر الزيارة للمعرض الخاص ببرنامج تعزيز القيمة المضافة الإجمالية لقطاع التوريد (اكتفاء) اليوم في عامه السابع في نفس المكان سيجد الفرق شاسعًا ولا وجود للمقارنة.

فمعارض الأمس المزدحمة بالعوائل التي توافدت على المعرض لشراء أنواع الحبوب والطرشي والمقبِّلات والمفارش، وكأن أسواقنا خالية من تلك البضائع، فهذه الأسرة غادرت المعرض محمَّلة بعددٍ من المفارش، وأخرى (بكومة) من علب المكسرات وغيرهم من العوائل محمَّلين بأنواع الحبوب من ذرة، وبن، وحمص، وخلافها..

والسؤال الذي يبرز بعد تلك المشاهد: أين الصناعة بين المفارش والمكسرات والحبوب في معرض الصناعة؟!

كل ما سبق ذِكره كان إلى حدٍّ ما وضع معارضنا في جميع مناطق المملكة، مع بعض التفاوت بين منطقة وأخرى، وفي الأسبوع المنصرم، كان معرض الظهران Expo على موعد مع ملتقى (اكتفاء) IKTVA الذي شعَّ بالنجوم من الكوادر المحلية وبعض القيادات من الشركات العالمية، حيث تمّ عقد صفقات بمليارات الريالات لمشاريع صناعية تقنية بتروكيماوية نفطية غاز، وهناك سمعت على منصات ورشات العمل المصاحبة للملتقى؛ ما يثلج الصدر من مخترعات ومبتكرات خلفها شباب وشابات الوطن، هم أيضًا قادة تلك الشركات والمؤسسات والمعاهد بمختلف المناصب مدراء عامّون، نواب رئيس، ونواب تنفيذيون، مدراء تنفيذيون، رؤساء شركات، وفيما يخص

الاتفاقيات ومذكرات التفاهم (عد واغلط)، على سبيل المثال إحدى أهم المبادرات ما قامت به شركة أرامكو من إطلاق شركة (#أرامكو_الرقمية)، بالإضافة إلى توقيع ١٠٠ اتفاقية بقيمة ٢٧ مليار ريال، ولن أستطيع عرض منجزات الملتقى بمقال واحد؛ لسرد كل ما تحقق من منجزات في ملتقى #اكتفاء الذي شارك فيه ما يقرب من ٣٠٠ شركة، وما حققه من ارتفاع في نسبة توطين المحتوى المحلي، وتشجيع الموردين على فتح مقرات إقليمية لهم في المملكة، وما هي المردودات الإيجابية الناتجة عن الملتقى على اقتصاد الوطن، وتنمية الموارد البشرية، خاصة إذا علمنا بأن الشركة قد أنشأت ١٦ مركزًا وطنيًّا للتدريب على التخصصات المطلوبة في الحقل الصناعي، ولكن الهدف الرئيس من المقال والمقارنة بين الأمس واليوم بأننا قادرون على عقد مؤتمرات عالمية بكوادر محلية، بعد أن كانت أغلب مؤتمراتنا في الدول المجاورة.

Saleh_hunaitem@