عبدالله الغنام

استيقظ العالم، يوم الإثنين المنصرم، على أخبار مفجعة، حيث وقع زلزال شديد ومدمّر في جنوب تركيا وشمال سوريا، وشعرت به بلدان أخرى مجاورة، ولكن الفجيعة الكبرى والمؤلمة كانت بوقوع آلاف الضحايا والمصابين في تركيا وسوريا.

هذا الزلزال المدمر يُعدُّ الأكبر من نوعه في المنطقة منذ عقود، حيث مشاهد الدمار للمباني والمنازل والطرقات، والبعض منها قد تساوى بالأرض!! وهذه المصائب والفواجع لا شك في أنها بالغة الأثر على مَن عاش لحظاتها المرعبة، وستظل خالدة في أنفسهم وأذهانهم.

والحقيقة أن كل إنسان سوي يرى تلك المناظر المفجعة والمأساوية سيتأثر لها، فكيف إذا كان يجمعنا معهم دين واحد وقبلة واحدة؟، فذلك سيزيدنا ألمًا وحزنًا لمصابهم وما حل بهم من كارثة عنيفة.

إن ما حدث شديد الوقع على النفوس، ولكن نسأل الله «سبحانه وتعالى» لموتاهم المغفرة والرحمة، وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان، وأن يشفي المصابين منهم والجرحى.

وهذه الحوادث الموجعة تقع للبشرية من وقت إلى آخر، وكل من سكنت الرحمة والإنسانية في قلبه سيتأثر بذلك ويحزن، ولكن في المقابل نحن على يقين بأن كل شيء يكون بقضاء الله وقدره، وأن لكل شيء له فيه حكمة قد نعلمها أو نجهلها إلى حين، ولكننا نسلّم بما حدث ونقول: (إنا لله وإنا إليه راجعون) و(لا حول ولا قوة إلا بالله).

وبعد ذلك نتفكّر بكيف إذا زلزلت الأرض زلزالها؟!

وأما الناحية العلمية، فالزلازل لها أسباب عدة منها أنشطة بركانية أو نتيجة انزلاقات في طبقات القشرة الأرضية أو ما يسمى بالصفائح، وهو يؤدي إلى حدوث ارتفاعات وانخفاضات للقشرة الخارجية للأرض. وقد بلغت قوة الزلزال الذي حدث مؤخرًا في تركيا وسوريا (7.8 درجة) على مقياس ريختر (من واحد إلى عشرة).. وصنف على أنه (كبير)؟ والحقيقة أنه مدمر!. وفي العادة تحدث بعد الزلزال هزات ارتدادية قد تفاقم الوضع، وتزداد بسببه حالات الإصابات أو الوفيات -لا سمح الله-.

وقد كان الموقف الرسمي لعدة الدول هو تقديم التعازي أو المساعدة بإرسال المساعدات الإنسانية والإغاثية، فهي بحق تعتبر كارثة إنسانية وفاجعة على المستوى العالمي.

وبحسب «واس»، فقد «وجَّه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد رئيس مجلس الوزراء «يحفظهما الله»، مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بتسيير جسر جوي، وتقديم مساعدات صحية وإيوائية وغذائية ولوجستية لتخفيف آثار الزلزال على الشعبَين السوري والتركي، وتنظيم حملة شعبية عبر منصة «ساهم» لمساعدة ضحايا الزلزال في سوريا وتركيا».

وأما تاريخيًّا، ومن باب تعزية النفوس وتصبيرها، فنقلًا عن (ويكيبيديا)، فقد وقع زلزال حلب عام (1138م) ويعتبر رابع أخطر زلزال في التاريخ، حيث بلغ عدد الوفيات (230000) شخص، وكانت شدته (8.5 درجة) على مقياس ريختر. وكذلك حدثت هزات وزلازل في القرنين الثامن والتاسع عشر الميلادي. وهذه الأحداث المتكررة في مناطق متقاربة ومتجاورة تثير تساؤلًا علميًّا، ألم يكن بالإمكان توقع حدوث الزلزال بأجهزة الرصد أو الحسابات الرياضية أو الذكاء الصناعي؟!

وأما على المستوى الفردي، فلابد أولًا: من وجود الإحساس بمعاناة الآخرين.

ثانيًا: عدم تناقل المقاطع الشخصية للمتوفين أو المصابين عبر وسائل التواصل الاجتماعي إلا ما دعت الحاجة الرسمية إليه أو للضرورة.

ثالثًا: وهو الأهم تقديم المساعدات لهم بشتى الوسائل الممكنة سواء عينية أو مالية عن طريق القنوات الرسمية المصرح بها حتى تصل إلى مستحقيها، وفي أسرع وقت ممكن، ولنتذكر: (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه).

abdullaghannam@