:shujaa_albogmi@د. شجاع البقمي

خطف الأنظار... واستقطب مئات المستثمرين من حول العالم... وشهد توقيع حزمة كبيرة من الصفقات والشراكات والاستثمارات... بل إنه حدث تقني عالمي فريد، سيدفع قطاع التقنية إلى المزيد من النمو في كل عام... وأتحدث هنا عن (مؤتمر ليب)، الذي عقد الأسبوع الماضي في العاصمة «الرياض» بنسخته الثانية.

تلقيت دعوة هيئة الحكومة الرقمية لحضور هذا الحدث العالمي، ومن على منصة «السعودية الرقمية» تم توقيع عشرات الاتفاقيات والشراكات والصفقات، وفي الوقت الذي يتم فيه إبرام هذه الاتفاقيات، تلتقي العقول وتتحاور وتتناقش حول مستقبل الاستثمار في التقنية، وكيفية تحفيز العالم للاستفادة من هذه التطورات التقنية، وصولا إلى تنمية مختلف القطاعات والصناعات.

(ليب 23) لم يكن حدثا للشركات الكبرى فقط، بل إن الشركات المتوسطة والصغيرة، ورواد الأعمال استفادوا من هذا الحدث النوعي، وذلك بلقاء مسؤولي كبرى الشركات، والاستماع إلى المتحدثين في جلسات الحوار، هذا بالإضافة إلى توقيع العديد من العقود الاستثمارية والتشغيلية، والتي ستنعكس بكل قوة في مستقبل أعمالهم.

بهذا الزحم من الاهتمام والدعم والتحفيز سيكون قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات، واحدا من القطاعات التي ستشهد -بإذن الله- تطورا إيجابيا واضحا على صعيد المساهمة في الناتج المحلي، وخلق فرص العمل للكوادر البشرية الطموحة... كيف لا يكون ذلك ولدينا رؤية وطنية محفزة وداعمة وملهمة «رؤية 2030»، وخطة واضحة وحيوية نحو تنفيذ مستهدفات رحلة التحول الرقمي.

هذا الحدث التقني العالمي «ليب 23»، شهد حضورا كثيفا، ليكون بذلك أكبر حدث تقني عالمي من حيث الإقبال، فيما كشف منظمو ليب، الحدث التقني الأبرز والأكثر إقبالا في العالم، أنه تقرر تنظيم نسخة العام المقبل -بإذن الله- من 4 إلى 7 مارس 2024، لتضمن استمرار المنصة الرائدة في تسريع التحول الرقمي للمملكة.

ويواصل «ليب 23» ترسيخ التزامه بتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030، فيما ضمت نسخة 2023 كبرى المجموعات الاستثمارية وصناديق الثروة السيادية والمجموعات العائلية الخاصة، بالإضافة إلى أصحاب رأس المال الاستثماري وصناديق الأسهم الخاصة التي تركز على التكنولوجيا، لتبلغ قيمة إجمالي الاستثمارات التي تديرها هذه الصناديق 2 تريليون دولار.

وتجاوزت قيمة الإعلانات والإطلاقات والجولات الاستثمارية أكثر من 9 مليارات دولار، إذ لعب «ليب 23» دورا بارزا في تحفيز الاستثمارات الأجنبية المباشرة بما يدعم النمو الاقتصادي والمنظومة الرقمية سريعة التطور في المملكة، وكان من أبرز إعلانات هذا العام استثمارات ضخمة في البنية التحتية والعديد من مراكز البيانات الجديدة على مستوى المملكة، إلى جانب مجموعة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص التي تزيد قيمتها على مليار دولار، وإطلاق أكاديميات جديدة، لتعزيز المواهب المحلية وصقلها.

(ليب 23)... يؤسس لمرحلة جديدة من شأنها تعظيم الجهود للاستفادة بشكل أكبر من كافة الإمكانات وذلك عبر تسخير التقنية لخدمة المجتمعات والأوطان... ومن هنا تبرز أهمية الاستثمار في المستقبل وأعني هنا الاستثمار في التقنية... وكل الشكر لمن نظم ودعم وحفز.