بيان آل يعقوب @bayian03

التطوع شجرة كبيرة موجودة لدى الجميع، ولكنها لا تنتج ثمارها إلا مع المتطوعين، ليس لأن البقية فاشلون في الزراعة ولا يرغبون في التطوع، بل لأن هذه الشجرة تتطلب جهدًا مختلفًا، فالبذرة، والجذع، والأغصان هنا هي الرغبة، الخبرة، والتعاون.

بذرة الرغبة، بذرة ثقيلة قليلًا تتطلب تفكيرًا عميقًا، فالرغبة هي البذرة التي تخرج منها جميع أعمالنا باختلافها، فالمتطوع يجب أن يكون راغبًا في العمل، وهكذا تنمو جذور الجاهزية؛ لمواجهة تحديات التطوع، وتتميّز بمتانتها، فكلما ازدادت الرغبة في الشيء ازدادت الجاهزية إليه، فالمتطوع الراغب الجاهز للعمل أفضل من الراغب فحسب، وها قد نمت جذور الشجرة ولله الحمد.

جذع الخبرة، ترى صلبًا في شكله، وصعبٌ كسره، فلحاؤه دراسي، وخشبه تخصصي، فكما نعلم، أن الدراسة والتخصص يحققان الخبرة في مجال العمل، فمن الصعب أن تتطوع في مجال لا تعرف عنه سوى اسمه، فدراسته، والتخصص في أحد أقسامه يمكنك من التطوع فيه، وأظهر خبرتك خلاله، فهنيئًا لك؛ فقد أظهرت جذع شجرتك قويًّا راسخًا بفضل الله.

أغصان التعاون تأتي متفرعة، وجميلة، فالتعاون يحقق هدف التطوع، وهو الإنتاج، فأغصان التعاون تظهر ثمار إنتاجها متحدة لذيذة، فتعاون المتطوعين ينتج عملًا جميلًا في أي مجال يكونون فيه، ويفيدون المجتمع بذلك، وكذلك العمل القوي المتحد بجميع عناصره أروع من عمل هَشّ قابل للتفكيك، وتستطيع الآن تناول ثمار شجرتك، فتطوعك جلب نتيجة إيجابية مبهرة بإذن الله.

ها قد عرفنا حقيقة هذه الشجرة العظيمة، وما الذي نحتاجه لزراعتها، وتناول لذيذ ثمارها، ولا تنسَ أن تسقيها بماء العزيمة، وشمس إصرارك ستكمل معه مهمة الموسم المقبل إن شاء الله.