اليوم - أحمد عاشور

دشنت وزارة الثقافة، ممثلة في برنامج جدة التاريخية مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية، الذي يأتي ضمن مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية.

جاء ذلك تحقيقا لركائز رؤية السعودية 2030 لبناء مجتمع حيوي واقتصاد مزدهر ووطن طموح، ما يساهم في تطوير واجهة بحرية وفق معايير عالية ومستدامة.

ويستغرق العمل على مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية سنتين عبر 3 مراحل.

مراحل مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية

بدأ العمل في المرحلة الأولى لمشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية بإعادة حفر منطقة البحر، التي رُدمت نتيجة التوسع العمراني في العقود الماضية.

فيما سيتم في المرحلة الثانية معالجة تلوث مياه بحيرة الأربعين، وتطوير بنية تحتية لبناء منطقة حضرية وواجهة بحرية.

بينما تتضمن المرحلة الثالثة بناء مرسى لليخوت ومسطحات خضراء وجسورًا للمشاة ومرافق عامة، لتكوين نسيج عمراني مستدام في البلد.

أهداف مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية

يهدف برنامج تطوير جدة التاريخية إلى استثمار التاريخ والعناصر الثقافية في المنطقة وتحويلها إلى روافد اقتصادية، وتطوير مجالها المعيشي لتكون مركزًا جاذبًا للأعمال وبيئة حاضنة للمشاريع الثقافية والإنتاج الإبداعي.

إضافة إلى إبراز المعالم التراثية وتعزيز أهميتها، وتحقيق التنمية المستدامة عبر إيجاد بيئة متكاملة بمساحات خضراء وواجهات بحرية حيوية.

فيما يهدف مشروع تطوير الواجهة البحرية لجدة التاريخية:

- استثمار تاريخ المنطقة وثقافتها وإعادة نسيجها العمراني

- خلق بيئة مستدامة تحيط بالواجهة البحرية تمثل رافد اقتصادي

- بناء وجهة جاذبة للأعمال تمكن المشاريع الثقافية والإبداعية

- وتطوير المجال المعيشي في المنطقة للسكان والسياح ورواد الأعمال

مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية

في سبتمبر 2021، أعلن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، إطلاق مشروع إعادة إحياء جدة التاريخية ضمن برنامج تطوير جدة التاريخية الذي يهدف إلى تطوير المجال المعيشي في المنطقة لتكون مركزاً جاذباً للأعمال وللمشاريع الثقافية، ومقصداً رئيسًا لروّاد الأعمال الطموحين.

ويأتي المشروع في سياق حرص واهتمام سمو ولي العهد بالحفاظ على المواقع التاريخية وصوْنها وتأهيلها، وبما يعكس العمق العربي والإسلامي للمملكة كأحد أهم ركائز الرؤية.

وسيعمل المشروع على إبراز المَعالم التراثية التي تحفل بها المنطقة، بوصفها موقعًا تاريخيًا لا مثيل له في المملكة.

يضم موقع جدة التاريخية:

- أكثر من 600 مبنى تراثي

- 36 مسجدًا تاريخيًا

- 5 أسواق تاريخية رئيسية

إلى جانب الممرات والساحات العريقة، والمواقع ذات الدلالات التاريخية المهمة مثل الواجهة البحرية القديمة التي كانت طريقاً رئيسة للحجاج، والتي سيُعيد المشروع بناءها لتحكي لزوار جدة التاريخية القصة العظيمة للحج منذ فجر الإسلام.

مسارات مشروع تطوير جدة التاريحية

يمتد العمل على المشروع إلى 15 عامًا سيتم خلالها تطوير جدة التاريخية وفق مسارات متعددة.

- البنية التحتية والخدمية

- تطوير المجال الطبيعي والبيئي

- تحسين جودة الحياة

- تعزيز الجوانب الحَضرية



وذلك بهدف جعل جدة التاريخية موقعًا مُلهمًا في المنطقة، وواجهًة عالمية للمملكة عبر استثمار مواقعها التراثية وعناصرها الثقافية والعمرانية الفريدة لبناء مجال حيوي للعيش تتوفر فيه مُمكّنات الإبداع لسكانها وزائريها.

ويأتي المشروع انطلاقًا من رؤية عصرية للتخطيط الحضري رُوعي فيها مفهوم الحِفاظ الطبيعي وضرورة مواءمته مع احتياجات الإنسان ومُحفّزات النمو التلقائي للإبداع، وبما يجعلها حاضنةً للإبداع يلتقي فيها روّاد الأعمال والفنانين السعوديين ضمن مجتمع إبداعي خلّاق، وفي محيطٍ تتألق فيه عناصر التراث الوطني والطبيعة مع التصاميم الهندسية المعاصرة.

ويستهدف المشروع خلق بيئة متكاملة في جدة التاريخية تتوفر فيها مقوّمات طبيعية متعددة تشمل واجهات بحرية مطورة بطول 5 كلم، ومساحات خضراء وحدائق مفتوحة تغطي 15% من إجمالي مساحة جدة البلد وضمن مساحة المشروع البالغة 2.5 كلم مربع، وسيستفيد المشروع من هذه المقوّمات الطبيعية عبر تحويلها إلى عناصر داعمة لبيئة صحية مستدامة تنعدم فيها أسباب التلوث البيئي.

العمارة الإسلامية والحجازية في واجهات مباني جدة التاريخية - حساب برنامج جدة التاريخية على تويتر

التصور الجديد لجدة التاريخية

يراعي التصور الجديد لجدة التاريخية قيمتها في سياق التاريخ الإنساني، بوصفها نقطة التقاء رئيسة للناس والتجارة والثقافة منذ أن تأسست في القرن الثالث قبل الميلاد كموقع لصيد السمك.

ومروراً بمحطات نمو مفصلية منحتها حضوراً أكبر في تاريخ المنطقة، خاصة بعد إنشاء ميناء بحري رئيس فيها خلال عهد الخليفة عثمان بن عفان - رضي الله عنه -، الذي تحوّل في عهد المملكة العربية السعودية إلى ميناء جدة الإسلامي عام 1970م، مانحًا جدة التاريخية فرصة للنمو والتطور خارج أسوار المدينة القديمة، إلى أن استحقت التسجيل في قائمة التراث العالمي لدى اليونسكو عام 2014م.