عبدالرحمن المرشد@almarshad_1

يريدون من السعودية أن تعالج مشاكل الاحتباس الحراري في الكون، يريدون من السعودية أن تساهم في إنقاذ وإغاثة الكرة الأرضية والمريخ وزحل؛ جراء الكوارث التي تحدث سواء طبيعية أو بسبب حروب وغيرها، يريدون من السعودية حل جميع المشاكل والحروب التي تحدث بين الدول في العالم، يريدون من السعودية معالجة الفقر والجفاف في العالم، باختصار يريدون من مملكتنا كل شيء يخطر على بالك حتى لو يتنافر زوجان في قرية مهجورة في الكرة الأرضية يريدون منا حلها، بل يلقون علينا المسؤولية إذا لم نفعل ذلك، وعندما تقوم المملكة بعمل ومساعدة في أي مشكلة لا يتم شكرها، وكأن الأمر واجب علينا تنفيذه، بل وصل الأمر أن يتم كيل عبارات المدح والثناء على غيرنا الذي لم يقدم ربع ما قدمنا، بعض الدول القريبة عندما تتعرض لمشكلة اقتصادية بسبب سوء التخطيط أو التنفيذ لديهم أو مشاكل سياسية وغيرها تتجه أنظارهم إلى السعودية وكأنها ملزمة بمساعدتهم وإنقاذهم، وإذا لم يتحقق المطلوب تشاهد العجب العجاب من السب والشتائم التي نترفع عن ذكرها تقديرا للقارئ الكريم، ورغم وجود الملايين من أبنائهم يعملون داخل السعودية ولديهم تحويلات مليارية سنويا لم نجد أي تفاعل مع دولهم عندما تحدث كارثة تستوجب الوقوف سواء ماديا أو معنويا مثل التبرع بالدم ولا يستطيع أي كاتب من تلك الدول التي انتقدت السعودية أن يلقي باللوم على أبناء جلدته إنما اللوم والتقريع يذهب لنا.

عندما أتحدث عن هذا الأمر لا يعني تأثيره مطلقا علينا، بل خبتم وخاب مسعاكم وانكشفت خباياكم، إنما كنا نتمنى أن ينطبق عليهم حديث الرسول عليه الصلاة والسلام فيما معناه (من لا يشكر الناس لا يشكر الله) يعني أن من كان من طبيعته وخلقه عدم شكر الناس على معروفهم وإحسانهم إليه فإنه لا يشكر الله.

ذلك الجفاء والحقد من البعض لم يؤثر «ولله الحمد» على دور المملكة في مساعدة الكثير من الدول بل سارت على طريق واضح نابع من أخلاقيات ديننا الحنيف الذي يحثنا على مساعدة المحتاج والضعيف مؤكدين في الوقت نفسه أن كثيرا من المفاهيم التي لدينا تجاهكم تغيرت بعد أن اتضحت حقيقتكم، لأن قافلتنا تسير وأنتم خلفها.