اليوم - د. نورهان عباس

القلق يساور المستثمرين وسط مخاوف التخلف عن السداد

شهدت مجموعة أداني الهندية انخفاضًا في قيمتها السوقية بعدما وجهت شركة هندنبيرغ الأمريكية مزاعم بالاحتيال ضدها، وهو الأمر الذي قد يهدد خطط نموها الطموحة، ويضطرها لبيع بعض أصولها، وفق ما ذكرت شبكة بي بي سي البريطانية.

وقالت الشبكة، في الموضوع الذي ترجمت صحيفة اليوم أبرز ما جاء فيه، إنه حتى أسبوعين ماضيين كانت المجموعة، التي يندرج تحتها سبع شركات أخرى مدرجة في البورصة يبلغ تقييمها المجمع 220 مليار دولار.

لكن منذ 24 يناير، عندما اتهمت هندنبيرج ريسيرش، المجموعة بالتلاعب في الأسهم والاحتيال المحاسبي، انخفضت تقييماتها إلى النصف تقريبًا.

وتعرض مؤسس المجموعة، الملياردير جوتام أداني، لخسارة كبيرة بشطب المليارات من ثروته الشخصية وخرج من قائمة أغنى 20 شخصاً في العالم.

ونفت مجموعة أداني هذه المزاعم ووصفتها بـ الكيدية والتي لا أساس لها من الصحة، ذاكرة إنها خططها لم تتغير..لكن من الواضح أن المستثمرين ما زالوا قلقين.

قروض بقيمة 1.1 مليار

وقالت المجموعة في بيان لها، إنها ستدفع مقدماً قروضاً بقيمة 1.1 مليار دولار، مأخوذة باستخدام الأسهم كضمان، قبل تاريخ استحقاقها العام المقبل.

وذكرت إن هذا يرجع في جزء منه إلى استمرار تقلبات السوق وطمأنة المستثمرين أن المجموعة ستدفع مقدمًا جميع التمويل المدعوم بالأسهم.

وفي الأسبوع الماضي، ألغت المجموعة أيضًا بيع حصتها الثانوية. وكان الهدف من جمع 2.5 مليار جنيه إسترليني، هو سداد الديون وتمويل المشاريع، بما في ذلك تجديد المطارات وبناء الطرق السريعة ونظام الهيدروجين الأخضر الطموح.

هبوط أسعار أسهم أداني

قال تيم باكلي، مدير شركة كلايمت تشانج فاينناس، أن المستثمرين يفقدون الثقة في الشركة بشكل متزايد، ويراقب المحللون الآن ليروا كيف يؤثر انزلاق سعر السهم على عمليات الشركة والتدفق النقدي وخطط التوسع.

وتقول بي بي سي، أنه يمكن أن تقترض الشركات الأموال لتمويل المشاريع وعمليات الاستحواذ - وهي استراتيجية مشتركة لشركات البنية التحتية، والتي ساعدت في دعم النمو السريع لمجموعة أداني من قبل.

لكن ديون المجموعة نمت بوتيرة أسرع من الإيرادات والربحية، والتي يخشى البعض أن تزيد من مخاطر التخلف عن السداد - وهو القلق الذي أشار إليه كل من تقرير هندنبيرج وكذلك بعض المحللين.

مخاطر التخلف عن السداد

يبلغ إجمالي ديون المجموعة بالفعل ما يقرب من تريليوني روبية (24 مليار دولار، أو 20 مليار جنيه إسترليني) وارتفعت هذه القروض للضعف تقريبًا على مدار السنوات الثلاث الماضية، حيث امتدت طموحات أداني إلى مجالات مثل شبكات الجيل الخامس والهيدروجين الأخضر. وما يقرب من ثلثي ديون أداني تأتي من مصادر خارجية مثل السندات أو البنوك الأجنبية، وهو ما يقاقم مخاطر التخلف عن السداد.

حتى الآن، قامت المجموعة في الغالب بجمع الأموال باستخدام أصول البنية التحتية أو الأسهم كضمان. ولكن مع انخفاض أسعار الأسهم، انخفضت قيمة هذه الضمانات أيضاً.

حذر البنوك

وأفادت شبكة بلومبرج أن وحدات الثروة الخاصة في بنكين كبيرين، هما: كريدي سويس وسيتي جروب، توقفت عن قبول سندات أداني كضمان. فيما أقرضت العديد من البنوك الهندية مليارات الدولارات لشركات مرتبطة بالمجموعة واستثمرت فيها شركات التأمين.

ويقول مراقبو السوق إن تقرير هندنبيرج ورد الفعل عليه سيجعل البنوك حذرة، ما يعني أن القروض قد تصبح أكثر تكلفة.

وقال مصرفي سابق يعمل في صندوق ثروة دولي، إن المجموعة قد تضطر إلى تأخير بعض المشاريع أو بيع بعض أصولها حتى تتم تسوية القضية.

ختاماً، ومع تصاعد الضغوط فإن قدرة مجموعة أداني على الفوز بالعقود الحكومية لزيادة الإيرادات ستواجه تحديًا. كما ستجد صعوبة في استعادة مصداقيتها الائتمانية، ولهذا، قد يتعين على المجموعة سداد مبلغ كبير.